وعليه مزارع ونخل وقبائل من العرب ومن المدينة إلى البحر ثلاثة أيام وفرضتها الجار والجار آهلة عامرة وكانت قبل هذا مدينة قريبة من جدة والطريق من المدينة إليها تخرج من المدينة إلى ذو خشب مرحلة ومنه إلى عذيب مرحلة في حضيض جبل وبه بئر معينة الماء عذبة المشرب ومنه إلى الجار مرحلة والجار على ضفة البحر الملح والمراكب إليها قاصدة ومقلعة وليس بها كبير تجارات وكذلك من الجار إلى جدة نحو من عشرة أيام في البر بطول الساحل والبحر يبعد تارة ويقرب أخرى وأكثر هذه المراحل في رمال ناشفة وطرق دارسة يستدل فيها بالبحر والجبال وفي شرقي مكة الطائف وبينهما ستون ميلا والطائف من أرادها من مكة سار منها إلى بئر بن المرتفع وهي قرية عامرة فيها عرب بادية ثم إلى قرن المنازل وهو حصن عامر بأهله على قارعة الطريق ومنه إلى الطائف ومن أراد من مكة إلى الطائف على طريق العقيق يأتي عرفات على ثلاثة أميال ثم إلى بطن نعمان وهو موضع فيه نخيلات ثم يصعد عقبة كرى ثم يشرف على الطائف ثم ينزل ثم يصعد عقبة خفيفة ثم يدخل الطائف والطائف منازل ثقيف وهي مدينة صغيرة متحضرة مياهها عذبة وهواؤها معتدل وفواكهها كثيرة وضياعها متصلة وبها العنب كثير جدا وزبيبها معروف يتجهز به إلى جميع الجهات وأكثر فواكه مكة تصدر عنها وبالطائف تجار مياسير وجل بضائعهم صنع الأديم وأديمها عالي الجودة رفيع القيمة وبالنعل
(١٤٤)