فهاج أهل المدينة وأنكروا ذلك من فعاله وأخرجوا واليهم عن مدينتهم وأطلقوا سليمان من السجن وقالوا لأبي الهفت واليهم عمدت إلى رجل سقانا الله به فحبسته وأردت هلاكنا فضمن لهم أن لا يعود إلى مثلها فأعادوه واليا عليهم وخرج سليمان في تلك الفورة في عشرة من غلمانه إلى صغانيان غازيا فلقيه رجل من الترك فواقعه فقتل هو وتسعة من مواليه وأفلت منهم واحد ورجع الخبر إلى زوجته وولده فلم تزل زوجته طلحة بجوزجان حتى تحرك أبو طيبة وكان إذا كان يوم الجمعة وتسرح من الكتاب يغيب عن أمه فلا تراه إلى الليل فأنكرت شأنه فتبعته جمعة من الجمعات حتى أتى من غيضة فقام يتعبد فيها فانصرفت إلى منزلها فلما كان العشي وانصرف إليها ابنها قالت له إني قد رأيت موضعك وإني أخشى عليك السباع في تلك الغيضة ولست آذن لك في إتيانها فقال أما إذ علمت بموضعي فلا حاجة لي في المصير إليه فكان بعد ذلك يتعبد على سطح بيته فلما أدرك خرج يطلب العلم فوقع إلى أرض جرجان فصار إلى جيش يزيد بن المهلب فلقي فيه كرز بن وبرة فصحبه حتى فتحت جرجان فاختط موضع داره بجرجان وأقام بها قال عبد الواسع فحدثني السبع أنه لما تحركت المسودة بخراسان فزع منهم الناس ولزموا منازلهم بأرض جرجان وكان أبو طيبة فيمن لزم منزله قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه دخل جرجان من ناحية استرآباذ قال فتبعته فلم يزل يتخلل السكك حتى دخل سكة أبي طيبة ولم أكن عرفتها بعد قال ثم أتى باب أبي طيبة فقرعه ففتح له ودخل ودخلت وراءه فإذا بأبي طيبة قاعد في الصفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في صدرها وأبو طيبة بين يديه فجثوت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت يا رسول الله إنا قد وقعنا في هذه الفتنة فما تأمرني فيها قال فقال لي
(٢٨٧)