فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٢٩٨
قال ثم رجع إلى حديث عثمان بن صالح وغيره قال فأتى عمرو بن العاص كتاب المقوقس يذكر له فيه أن الروم يريدون نكث العهد ونقض ما كان بينهم وبينه وكان عمرو قد عاهد المقوقس على أن لا يكتمه أمرا يحدث فانصرف عمرو راجعا مبادرا لما أتاه وقد كان عمرو يبعث الجريدة من الخيل فيصيبون الغنائم ثم يرجعون ذكر عزل عمرو عن مصر قال فتوفي عمر رحمة الله عليه ومصرعلى أميرين عمرو بن العاص بأسفل الأرض وعبد الله بن سعد بن أبي سرح على الصعيد قال وكانت وفاة عمر كما حدثنا يحيى بن بكير عن الليث بن سعد مصدر الحاج سنة ثلاث وعشرين حدثنا سعيد بن عفير قال إنما كان عمر بن الخطاب ولى عبد الله بن سعد من الصعيد الفيوم فلما استخلف عثمان بن عفان كما حدثنا عبد الله بن صالح أو غيره عن الليث طمع عمرو بن العاص لما رأى من لين عثمان أن يعزل له عبد الله بن سعد عن الصعيد فوفد إليه وكلمه في ذلك فقال له عثمان ولاه عمر بن الخطاب الصعيد وليس بينه وبينه حرمة ولا خاصة وقد علمت أنه أخي من الرضاعة فكيف أعزله عما ولاه غيري وقال له فيما حدثنا سعيد بن عفير إنك لفي غفلة عما كانت تصنع بي أمه إن كانت لتخبأ لي العرق من اللحم في ردنها حتى آتي قال ثم رجع إلى حديث الليث بن سعد قال فغضب عمرو وقال لست راجعا إلا على ذلك فكتب عثمان بن عفان إلى عبد الله بن سعد يؤمره على
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»