يحيى بن أيوب وخالد بن حميد قالا ثم فتح الله المسلمين وقتل منهم المسلمون مقتلة عظيمة وأتبعوهم حتى بلغوا الإسكندرية فتحصن بها الروم وكانت عليهم حصون متينة لا ترام حصن دون حصن فنزل المسلمون ما بين حلوة إلى قصر فارس إلى ما وراء ذلك ومعهم رؤساء القبط يمدونهم بما احتاجوا اليه من الأطعمة والعلوفة حدثنا هانئ بن المتوكل قال حدثنا ابن لهيعة عن بكر بن عمرو الخولاني أن عبد العزيز بن مروان حين قدم الإسكندرية سأل عن فتحها فقيل له لم يبق ممن أدرك فتحها إلا شيخ كبير من الروم فأمرهم فأتوه به فسأله عما حضره من فتح الإسكندرية فقال كنت غلاما شابا وكان لي صاحب ابن لبطريق من بطارقة الروم فأتاني فقال لي ألا ت ذهب بنا حتى ننظر إلى هؤلاء العرب الذين يقاتلوننا فلبس ثياب ديباج وعصابة ذهب وسيفا محلا وركب برذونا سمينا كثير اللحم وركبت أنا برذونا خفيفا فخرجنا من الحصون كلها حتى برزنا على مشرف فرأينا قوما في خيام لهم عند كل خيمة فرس مربوط ورمح مركوز ورأينا قوما ضعفاء فعجبنا من ضعفهم فقلنا كيف بلغ هؤلاء القوم ما بلغوا فبينما نحن وقوف ننظر إليهم ونعجب إذ خرج رجل منهم من بعض تلك الخيام فنظر إلينا فلما رآنا حل فرسه فمعكه ثم مسحه ووثب على ظهره وهو عري وأخذ الرمح بيده واقبل نحونا فقلت لصاحبي هذا والله يريدنا فلما رأيناه مقبلا الينا لا يريد غيرنا أدبرنا مولين نحو الحصن وأخذ في طلبنا فلحق صاحبي لأن برذونه كان ثقيلا كثير اللحم فطعنه برمحه فصرعه ثم خضخض الرمح في
(١٥٧)