مساكنها: تقع مساكنها بين المدينة ووادي القرى، من منقطع دار جهينة، إلى حد دار جذام بالنبك، على شاطئ البحر، ثم عينونا من خلفها، ثم لها ميامن البر إلى حد تبوك، ثم إلى جبال الشراة، ثم إلى معان، ثم راجعا إلى أيلة، إلى أن تقول المغار، وهو منزل للخم (1). ومن ديار بلي: أمج، وغران، وهما واديان يأخذان من حرة بني سليم، وينتهيان في البحر، ولبلى دار بشغب، وبدا بيد تيماء والمدينة (2) والجزال، الرحبة، والسقيا، هجشان، مدين، فران، خبين، الهدم، وذات السلاسل (3).
قال ابن خلدون: كانت مواطنهم شمالي جهينة إلى عقبة أيلة على العدوة الشرقية من بحر القلزم، وأجاز منهم أمم إلى العدوة الغربية، وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة، وكثروا هنالك سائر الأمم، وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا كلمتهم، وأزالوا ملكهم، وحاربوا الحبشة، فأرهقوهم إلى هذا العهد (1).
وقال المقريزي: كانت بلي بالشام، فنادي رجل من بلي بالشام يآل قضاعة، بلغ ذلك عمر بن الخطاب، فكتب إلى عامل الشام أن يسير ثلث قضاعة، فسيروا إلى مصر، فكانت بلي متفرقة بأرض مصر، ثم اتفقت هي وجهينة، فصار بلي من جسر سوهاي غربا إلى قريب غرب قمولة، فصار لها من الشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب (2).
وقال القلقشندي: ومنازلهم الآن بالداما، وهي دون عيون القصب، إلى أكرى فم المضيق، وعليهم درك الحجيج هنالك، ومنهم جماعة بصعيد الديار المصرية. قال الحمداني: وديارهم اخميم وما تحتها (3).
تاريخها: من أقدم حوادثها التاريخية، ما رواه جرجي زيدان، أن بلي كانت في مصر في عهد ظهور النصرانية، وكانت منطقتهم ما بين القصير وقنا، وعليهم كان الاعتماد في نقل التجارة