عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٧٨
وقال أنفع ما اقتناه الإنسان الصديق المخلص وقال الصامت ينسب إلى العي ويسلم والمتكلم ينسب إلى الفضول ويندم وقال استهينوا بالموت فإن مرارته في خوفه وقيل له ما القنية المحمودة فقال ما ينمو على الاتفاق وقال المشكور من كتم سرا لمن يتكتمه وأما من استكتم سرا فذلك واجب عليه وقال اكتم سر غيرك كما تحب أن يكتم غيرك سرك وإذا ضاق صدرك بسرك فصدر غيرك به أضيق وقيل له لما صار العاقل يستشير فقال العلة في ذلك تجريد الرأي عن الهوى وإنما استشار تخوفا من شوائب الهوى وقال من حسن خلقه طابت عيشته ودامت سلامته وتأكدت في النفوس محبته ومن ساء خلقه تنكدت عيشته ودامت بغضته ونفرت النفوس منه وقال حسن الخلق يغطي غيره من القبائح وسوء الخلق يقبح غيره من المحاسن وقال رأس الحكمة حسن الخلق وقال النوم موتة خفيفة والموت نوم طويل وقال لتلميذ له لا تركنن إلى الزمان فإنه سريع الخيانة لمن ركن إليه وقال من سره الزمان في حال ساءه في أخرى وقال من ألهم نفسه حب الدنيا امتلأ قلبه من ثلاث خلال فقر لا يدرك غناه وأمل لا يبلغ منتهاه وشغل لا يدرك فناه وقال من احتجت أن تستكتمه سرك فلا تسره إليه وسئل سقراط لم صار ماء البحر مالحا فقال للذي سأله إن أعلمتني المنفعة التي تنالك من علم ذلك أعلمتك السبب فيه وقال لا ضر أضر من الجهل ولا شر أشر من النساء ونظر إلى صبية تتعلم الكتابة فقال لا تزيدوا الشر شرا وقال من أراد النجاة من مكائد الشيطان فلا يطيعن امرأة فإن النساء سلم منصوب ليس للشيطان حيلة إلا بالصعود عليه وقال لتلميذ له يا بني إن كان لا بد لك من النساء فاجعل لقاءك لهن كأكل الميتة لا تأكل منها إلا عند الضرورة فتأخذ منها بقدر ما يقيم الرمق فإن أخذ آخذ منها فوق الحاجة أسقمته وقتلته وقيل له ما تقول في النساء فقال هن كشجر الدفلى له رونق وبهاء فإذا أكله الغر قتله وقيل له كيف يجوز لك أن تذم النساء ولولاهن لم تكن أنت ولا أمثالك من الحكماء فقال إنما المرأة مثل النخلة ذات السلاع إن دخل في بدن إنسان عقره وحملها الرطب الجني
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»