حتى أنه كان لم يأت إلى دكانه إلا محمولا في محفة وعمي في آخر عمره بماء نزل في عينه لأنه كان كثيرا يغتذي باللبن ويقصد بذلك ترطيب بدنه وتوفي بدمشق في سنة خمس أو ست وسبعين وخمسمائة ومن شعر ابن البذوخ قال وهو من قصيدة كبيرة له في ذكر الموت والمعاد فمن مختارها (يا رب سهل لي الخيرات افعلها * مع الأنام بموجودي وامكاني) (فالقبر باب إلى دار البقاء ومن * للخير يغرس أثمار المنى جاني) (وخير انس الفتى تقوى بصاحبه * والخير يفعله مع كل انسان) (يا ذا الجلالة والاكرام يا املي * اختم بخير وتوحيد وايمان) (ان كان مولاي لا يرجوك ذو زلل * بل من أطاعك من للمذنب الجاني) (عشر الثمانين يا مولاي قد سلبت * أنوار عيني وسمعي ثم أسناني) (لا أستطيع قياما غير معتمد * ما بين اثنين شكوائي لرحماني) (وما بقي في لذيذ يستلذ به * لي لذة غير تنصيت لقرآن) (أو شرحه أو شروحات الحديث وما * يختص بالطب أو تفكيه لقرآن) (فالشيخ تعميره يفضي إلى هرم * يذله أو عمى أو داء أزمان) (فموته ستره إذ لا محيص له * عن الممات فكم يبقى لنقصان) (نعوذ بالله من شر الحياة ومن * شر الممات وشر الإنس والجان) (ان الشيوخ كأشجار غدت حطبا * فليس يرجى لها توريق أغصان) (لم يبق في الشيخ نفع غير تجربة * وحسن رأي صفا من طول أزمان) (يا خالق الخلق يا من لا شريك له * قد جئت ضيفا لتقريني بغفران) (مولاي مالي سوى التوحيد من عمل * فاختم به منعما يا خير منان) البسيط وقال في مدح كتب جالينوس (أكرم بكتب لجالينوس قد جمعت * ما قال بقراط والماضون في القدم) (كديسقوريدس علم الدواء له * مسلم عند أهل الطب في الأمم) (فالطب عن ذين مع بقراط منتشر * من بعدهم كانتشار النور في الظلم) (بطبهم تقتدي الافكار مشرقة * ترى ضياء الشفا في ظلمة السقم) (لا تبتغي في شفاء الداء غيرهم * فان وجدانه في الطب كالعدم) (لأنهم كملوا ما اصلوه فما * يحتاج فيهم إلى اتمام غيرهم) (الا الدواء فما تحصى منافعه * وعده كثرة في العرب والعجم) (عد النجوم نبات الأرض اجمعها * من ذا يعد جميع الرمل والأكم) (في كل يوم ترى في الأرض معجزة * من التجارب والآيات والحكم)
(٦٢٩)