عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٤٥٤
(عطارد قد والله طال ترددي * مساء وصبحا كي أراك فاغنما) (فها أنت فامددني قوى أدرك المنى * بها والعلوم الغامضات تكرما) (ووقني المحذور والشر كله * بأمر مليك خالق الأرض والسما) الطويل ومما ينسب إلى الشيخ الرئيس ابن سينا قصيدة فيما يحدث من الأمور والأحوال عند قران المشتري وزحل في برج الجدي بيت زحل وهو انحس البروج لكونه بيت زحل نحسن الفلك النحس الأكبر وأول القصيدة (احذر بني من القران العاشر *) وجملة ما قيل في هذه القصيدة من أحوال التتر وقتلهم للخلق وخرابهم للقلاع جرى وقد رأيناه في زماننا ومن أعجب ما أتى فيها عن التتر يفنيهم الملك المظفر وكان كذلك أفناهم الملك المظفر قطز لما وصل من الديار المصرية بعساكر الإسلام وكانت الكسرة على التتر منه في وادي كنعان كما ذكر وذلك في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة وكذلك أشياء أخر من ذلك كثيرة صحت الأحكام بها في هذه القصيدة مثل القول عن خليفة بغداد وكذا الخليفة جعفر البيت والبيت الذي يليه بعده تمحى خلافته وملكت التتر بغداد كما ذكر وكان ذلك في أول سنة سبع وخمسين وستمائة وكان الاعتماد بما في هذه القصيدة من كتاب الجفر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والله أعلم أن يكون الشيخ الرئيس قال هذه القصيدة أو غيره وقد عن لي أن اذكر القصيدة ههنا سواء كانت لابن سينا أو لغيره وهي (احذر بني من القران العاشر * وانفر بنفسك قبل نفر النافر) (لا تشغلنك لذة تلهو بها * فالموت أولى بالظلوم الفاجر) (واسكن بلادا بالحجاز وقم بها * واصبر على جور الزمان الجائر) (لا تركنن إلى البلاد فإنها * سيعمها حد الحسام الباتر) (من فتية فطس الأنوف كأنهم * سيل طما أو كالجراد الناشر) (خزر العيون تراهم في ذلة * كم قد أبادوا من مليك قاهر) (ما قصدهم إلا الدماء كأنما * ثار لهم من كل ناه آمر) (وخراب ما شاد الورى حتى ترى * قفرا عمارتهم برغم العامر)
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»