حل شكوك الرازي على جالينوس ما هذا نصه قال كما فعل في عصرنا هذا الحسن بن بابا المعروف بابن الخمار فإنه وصل بالطب إلى أن قيل له محمود الملك للأرض وكان الملك محمود عظيما جدا وذلك أن هذا الرجل كان فيلسوفا حسن التعقل حسن المعرفة وقال عنه أنه كان حسن السياسة لفقهاء الناس ورؤساء العوام والعظماء والملوك وذلك أنه كان إذا دعاه من أظهر العبادة والزهد مشى إليه راجلا وقال له جعلت هذا المشي كفارة لمروري إلى أهل الفسق والجبابرة فإذا دعاه السلطان ركب إليه في زي الملوك والعظماء حتى أنه ربما حجبه في هذه الحال ثلاثمائة غلام تركي بالخيول الجياد والهيئة البهية ووفى صناعته حقها بالتواضع للضعفاء وبالتعاظم على العظماء وهكذا كان طريق بقراط وجالينوس وغيرهما من الحكماء فمنهم من تواضع ولزم الزهد والتصاون ومنهم من أظهر من حكمته ما ظهرت به محاسن الحكمة قال أبو الفرج بن هندو في كتاب مفتاح الطب أنه رأى في بلاد العجم جماعة كانوا ينفون من صناعة الطب قال وقد كان زعيم الفرقة النافية للطب يعادي أستاذي أبا الخير بن الخمار الفيلسوف ويغري العامة بإيذائه فاشتكى الزعيم رأسه واستفتى أبا الخير في دوائه فقال ينبغي أن يضع تحت رأسه كتابه الفلاني الذي نفى فيه فعل الطب ليشفيه الله ولم يداوه ولأبي الخير الحسن بن سوار بن بابا من الكتب مقالة في الهيولى كتاب الوفاق بين رأي الفلاسفة والنصارى ثلاث مقالات كتاب تفسير أيساغوجي مشروح كتاب تفسير أيساغوجي مختصر مقالة في الصديق والصداقة مقالة في سيرة الفيلسوف مقالة في الآثار المخيلة في الجو الحادثة عن البخار المائي وهي الهالة والقوس والضباب على طريق المسألة والجواب مقالة في السعادة مقالة في الإفصاح عن رأي القدماء في الباري تعالى وفي الشرائع ومورديها مقالة في امتحان الأطباء صنفها للأمير خوارزمشاه أبي العباس مأمون بن مأمون كتاب في خلق الإنسان وتركيب أعضائه أربع مقالات كتاب تدبير المشايخ وقد ذكر في أوله أن حنين بن إسحاق كان قد ألف ذلك بالسرياني وجمع من كلام جالينوس وروفس في تدبير المشايخ ما الحاجة داعية إلى معرفته مع زيادات ذكر أنه زادها من عنده وصير ذلك على طريق المسألة والجواب وإن أبا الخير بسط القول وأوضحه من غير مسألة وجواب وجعله ستة وعشرين بابا كتاب تصفح ما جرى بين أبي زكريا يحيى بن عدي وبين أبي إسحق إبراهيم بن بكوس في سورة النار وتبين فساد ما ذهب إليه أبو سليمان محمد بن طاهر في صور الاسطقسات مقالة في المرض المعروف بالكاهني وهو الصرع تقاسيم أيساغوجي وقاطيغورياس لألينوس الإسكندراني مما نقله من السرياني إلى العربي الحسن بن سوار بن بابا وشرحه على طريق الحواشي نقلت ذلك من الدستور من خط الحسن بن سوار أبو الفرج بن هندو هو الأستاذ السيد الفاضل أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو من الأكابر المتميزين في العلوم الحكمية والأمور الطبية والفنون الأدبية له الألفاظ الرائقة والأشعار الفائقة والتصانيف المشهورة
(٤٢٩)