وقال الأطباء الأميون والمقلدون والأحداث الذين لا تجربة لهم ومن قلت عنايته وكثرت شهواته قتالون وقال ينبغي للطبيب أن لا يدع مساءلة المريض عن كل ما يمكن أن تتولد عنه علته من داخل ومن خارج ثم يقضي بالأقوى وقال ينبغي للمريض أن يقتصر على واحد ممن يوثق به من الأطباء فخطؤه في جنب صوابه يسير جدا وقال من تطبب عند كثيرين من الأطباء يوشك أن يقع في خطأ كل واحد منهم وقال متى كان اقتصار الطبيب على التجارب دون القياس وقراءة الكتب خذل وقال لا ينبغي أن يوثق بالحسن العناية في الطب حتى يبلغ الأشد ويجرب وقال ينبغي أن تكون حالة الطبيب معتدلة لا مقبلا على الدنيا كلية ولا معرضا عن الآخرة كلية فيكون بين الرغبة والرهبة وقال بانتقال الكواكب الثابتة في الطول والعرض تنتقل الأخلاق والمزاجات وقال باختلاف عروض البلدان تختلف المزاجات والأخلاق والعادات وطباع الأدوية والأغذية حتى يكون ما في الدرجة الثانية من الأدوية في الرابعة وما في الرابعة في الثانية وقال إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة وقال ما اجتمع الأطباء عليه وشهد عليه القياس وعضدته التجربة فليكن أمامك وبالضد ومن شعر أبي بكر محمد بن زكريا الرازي قال (لعمري ما أدري وقد آذن البلى * بعاجل ترحال إلى أين ترحالي) (وأين محل الروح بعد خروجه * من الهيكل المنحل والجسد البالي) الطويل ولأبي بكر محمد بن زكريا الرازي من الكتب كتاب الحاوي وهو أجل كتبه وأعظمها في صناعة الطب وذلك أنه جمع فيه كل ما وجده متفرقا في ذكر الأمراض ومداواتها من سائر الكتب الطبية للمتقدمين ومن أتى بعدهم إلى زمانه ونسب كل شيء نقله فيه إلى قائله هذا مع أن الرازي توفي ولم يفسح له في الأجل أن يحرر هذا الكتاب كتاب البرهان مقالتان الأولى سبعة عشر فصلا والثانية اثنا عشر فصلا كتاب الطب الروحاني ويعرف أيضا بطب النفوس غرضه فيه إصلاح أخلاق النفس وهو عشرون فصلا كتاب في أن للإنسان خالقا متقنا حكيما وفيه دلائل من التشريح ومنافع الأعضاء تدل على أن خلق الإنسان لا يمكن أن يقع بالاتفاق كتاب سمع
(٤٢١)