محمد بن حامد الكرابيسي الفقيه البنجخيني يروي عن عبد الله بن محمد بن الحسن القسام السمرقندي وغيره توفي نحو سنة ستين وثلاثمائة.
البنجهيري بفتح الباء الموحدة وسكون النون والجيم وكسر الهاء وسكون الياء المثناة من تحت وفي آخرها الراء - هذه النسبة إلى بنجهير وهي مدينة بنواحي بلخ بها جبل الفضة وأهلها أخلاط وبينهم عصبية وشر وقتال والدراهم عندهم كثيرة لا يشترون ولو باقة بقل بأقل من درهم وقد جعل السوق كهيئة الغربال لكثرة الحفر وإنما يتبعون عروقا يجدونها تدلهم على أنها تفضي إلى الجوهر وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة فينفق الرجل منهم الأموال الكثيرة في الحفر فربما خرج له من الفضة ما يستغني هو وعقبه وربما حصل له بقدر نفقته وربما خاب عمله فافتقر لغلبة الماء وغير ذلك وربما وقف الرجل على العرق ووقف آخر عليه بعينه في موضع آخر فيأخذان جميعا في الحفر والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما يفضي إليه فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا تعمله الشياطين ويجتهدون وإذا سبق أحد الرجلين بقي الآخر وقد ذهبت نفقته هدرا وإن استويا اشتركا وهم يحفرون أبدا ما بقيت السرج تتقد وتشتعل فإذا طفئت السرج ولم تتقد لم يتقدموا لأن من صار في ذلك الموضع مات في أسرع من اللحظة فترى الرجل منهم يصبح وهو صاحب ألف ألف ويمسي ولا شيء عنده ويصبح وهو فقير ويمسي وقد ملك ما لا يضبط حسابه منها الشاعر البنجهيري المعروف بقول الشعر البنجي بفتح الباء المعجمة بواحدة وضم النون وفي آخرها الجيم - هذه النسبة إلى قرية من قرى رودك بنواحي سمرقند يقال لها بنج وهي قطب رودك ومن هذه القرية كان أبو عبد الله الرودكي الشاعر