معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٤
عشرة أميال في مسيرة يوم، وعلى كله منار مضروب يتميز به عن غيره، ومات زالت قريش تعرفها في الجاهلية والإسلام لكونهم سكان الحرم، وقد علموا أن ما دون المنار من الحرم وما وراءها ليس منه، ولما بعث النبي، صلى الله عليه وسلم، أقر قريشا على ما عرفوه من ذلك وكتب مع زيد بن مربع الأنصاري إلى قريش أن قروا قريشا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم، فما دون المنار فهو حرم لا يحل صيده ولا يقطع شجره، وما كان وراء المنار فهو حل إذا لم يكن صائده محرما، فإن قال قائل من الملحدة في قول الله عز وجل: أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم، كيف يكون حرما آمنا وقد اختلفوا وقتلوا في الحرم؟ فالجواب أنه، عز وجل، جعله حرما آمنا أمرا وتعبدا لهم بذلك لا اختيارا، فمن آمن بذلك كف عما نهي عنه اتباعا وانتهاء إلى ما أمر به، ومن ألحد وأنكر أمر الحرم وحرمته فهو كافر مباح الدم، ومن أقر وركب المنهي وصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه والكفارة فيما قتل من الصيد، فإن عاد فإن الله ينتقم منه، فأما المواقيت التي سهل منها للحج فهي بعيدة من حدود الحرم، وهي من الحل، ومن أحرم منها للحج في أشهر الحج فهو محرم مأمور بالانتهاء ما دام محرما عن الرفث وما وراءه من أمر النساء وعن التطيب بالطيب وعن لبس الثوب المخيط وعن صيد الصيد، وقول الأعشى:
بأجياد غربي الصفا فالمحرم هو الحرم، تقول: أحرم الرجل فهو محرم وحرام، والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام كله يراد به مكة، قال البشاري: ويحدق بالحرم أعلام بيض، وهو من طريق الغرب التنعيم ثلاثة أميال ومن طريق العراق تسعة أميال ومن طريق اليمن سبعة أميال ومن طريق الطائف عشرون ميلا ومن طريق الجادة عشرة أميال.
وحرم أيضا: واد في عارض اليمامة من وراء أكمة هناك بينها وبين مهب الجنوب، وقال الحازمي: يروى بكسر الراء أيضا، وقال غيره: كان أسد ضار انحدر في حرم فحماه على أهله سنة، وقال الراجز:
تعلم أن الفاتك الغشمشما، واحد أم لم تلده توأما، أضحى ببطن حرم مسوما مسوم أي سائم. وحرم رسول الله، صلى الله ليه وسلم، المدينة.
حرم: بكسر الراء، بوزن كبد، وهو في اللغة مصدر حرمه الشئ يحرمه حرما مثال سرقه سرقا، الحرم أيضا: الحرمان، قال زهير:
يقول لا غائب مالي ولا حرم وقال نصر: حرم، بكسر الراء، واد باليمامة فيه نخل وزرع، ويقال بفتح الراء، وقال أبو زياد:
حرم فلج من أفلاج اليمامة، ورواه ابن المعلى الأزدي حرم وحرم، بفتح الراء وضمها، جميع ذلك في موضع باليمامة في قول ابن مقبل:
حي دار الحي لا دار بها بأثال، فسخال فحرم حرم: بالكسر ثم السكون، وهو في اللغة الحرام، وقرئ: وحرم على قرية أهلكناها، قال الكسائي:
معناه واجب. والحرم: أحد الحرمين، وهما واديان ينبتان السدر والسلم يصبان في بطن الليث في أول أرض اليمن.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»