من أثق به، والله أعلم، مع معرفته بحالهم أنه ولي عليهم في أيام الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب واليا صارما لم يرتضوه فاجتمعوا على الشكوى منه والكذب عليه وأرادوا الخروج إلى حلب لذلك، فلما اجتمعوا وصاروا على الطريق قام أحدهم وأشار إلى شجرة من شجر الخلاف فقال: امرأتي طالق ثلاثا وحق الله ورسوله وإلا علي الحج ماشيا حافيا وكل ما أملكه وقف في سبيل الله إن لم لم تكن هذه الشجرة شجرة الكمثرى، وأنني جنيت الكمثرى منها وأكلته مرارا، ثم قال لأصحابه: ليحلف كل واحد منكم بمثل ما حلفت به لأنه صحة عزمه فيما خرجنا له من الكذب والبهتان وإلا فإني راجع عنكم، قال:
فحلفوا على مثل يمينه وصولا إلى حلب ووقفوا للملك الظاهر وأظهروا له من الكذب والبهتان والجراءة على شهادة الزور ما هم الملك الظاهر بعقوبة الوالي وعزله، ثم أطلعه أحدهم على حقيقة الحال سرا، فاستحضرهم وعرفهم ما بلغة عنهم بعلائمه وتهددهم أن لم يصدقوه، فصدقوه وقالوا: حملنا على ذلك ما لقينا من جور هذا الوالي، فعاقبهم ثم أطلقهم، فصار يضرب بسوء فعلهم المثل.
جبة: بالضم ثم التشديد بلفظ الجبة التي تلبس، والجبة في اللغة ما دخل فيه الريح من السنان، والجبة أيضا في شعر كثير:
بأجمل منها، وإن أدبرت فأرخ بجبة يقرو حميلا الارخ: الثني من البقر، وفي شعر آخر لكثير يدل على أنه بالشام قال:
وإنك، عمري، هل ترى ضوء بارق هريض السنا ذي هيدب متزحزح قعدت له ذات العشاء أشيمه ممر، أصحابي بجبة أذرح وأذرح بالشام كما ذكرناه في موضعه. وجبة أيضا، وتعرف بجبة عسيل: ناحية بين دمشق وبعلبك تشتمل على عدة قرى. وجبة: من قرى النهروان من أعمال بغداد، وقال الحازمي: موضع بالعراق، منها أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الجبي المقري، روى حروف القراءات عن محمد بن أحمد بن رجاء عن أحمد بن زيد الحلواني عن عيسى ابن قالون وعن الضر بن هيثم بن جابر المقري الطوسي عن محمد بن يحيى القطعي عن زيد بن عبد الواحد عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وغيرهما، حدث عنه أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن بندار المقري الأهوازي نزيل دمشق. وجبة أيضا: قرية من نواحي طريق خراسان، منها أبو السعادات محمد بن المبارك بن محمد بن الحسين السلمي الجبي، دخل بغداد وأقام بها وطلب العلم وسمع الكثير من الشيوخ مثل أبي الفتح عبيد الله بن شابيل أبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز، ولازم أبا بكر الحازمي، وقرأ وكتب من فاته ولازمه حتى مات، وكان حسن الطريقة، ومات سنة 585 بجبة، ودفن بها ولم يبلغ أوان الرواية، والجبة في قول الشاعر:
والله لو طفلك، يا ابن استها تسعين عاما لم تكن من أسد فارحل إلى الجبة عن عصرنا، واطلب أبا في غير هذا البلد قال الجهشياري: يعني بالجبة الجبة والبداة طسوجين من سواد الكوفة. والجبة أيضا، أو الجب:
موضع بمصر، ينسب إليه أبو بكر محمد بن موسى