الرباب. سمع أبا عمرو بن العلاء، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وغيرهما، وإنما لقب باليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور الحميري خال المهدي أمير المؤمنين يؤدب ولده فعرف به، فنسب إليه. كان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العرب، وله كتاب " النوادر " في اللغة على مثال كتاب " النوادر " للأصمعي. كان أبو عمرو بن العلاء يدنيه ويميل إليه لذكائه، وكان صحيح الرواية، صدوق اللهجة، وألف من الكتب كتاب " النوادر " وكتاب " المقصور والممدود "، وكتاب " مختصر النحو "، وكتاب " النقط والشكل " وكان يجلس في أيام الرشيد مع الكسائي ببغداد في مسجد واحد يقرئان الناس، فكان الكسائي يؤدب الأمين، واليزيدي يؤدب المأمون. وتوفي في سنة اثنتين ومئتين.
وابنه أبو عبد الله محمد بن أبي محمد اليزيدي العدوي، من أهل البصرة، سكن بغداد، وكان من أهل الأدب والعلم بالقرآن واللغة، شاعر مجيد، مدح الرشيد والمأمون والفضل بن سهل ذو الرياستين ولم يزل فيما مضى ببغداد له عقب منهم عبيد الله بن محمد راوي قراءة أبي عمرو بن العلاء عن عمه إبراهيم بن يحيى اليزيدي، وعن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمد اليزيدي كليهما عن أبي محمد يحيى بن المبارك، وآخر من روى العلم ببغداد من اليزيديين محمد بن العباس اليزيدي، وخرج أبو عبد الله محمد هذا مع المعتصم إلى مصر فمات بها.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف بابن اليزيدي، سمع محمد بن منصور الطوسي وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي. روى عن عمه إبراهيم بن يحيى، وأخيه أحمد بن محمد عن جده أبي محمد اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء حروفه في القرآن. حدث عنه بن أخيه محمد بن العباس اليزيدي، وأحمد بن عثمان الأدمي وغيرهما، وكان ثقة، ومات في المحرم سنة أربع وثمانين ومئتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف بابن اليزيدي، بصري سكن بغداد، وكان ذا قدر وفضل وحظ وافر من الأدب، سمع من أبي زيد الأنصاري، وأبي سيعد الأصمعي، وله كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون، وهو " ما اتفق لفظه واختلف معناه " نحو من سبعمئة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي. وذكر إبراهيم أنه بدأ بعمل ذلك الكتاب وهو بن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة. وله كتاب " مصادر القرآن " وكتاب في بناء الكعبة وأخبارها. وكان شاعرا مجيدا.