وإبراهيم النخعي، وكان ممن حضر مع علي حرب النهروان، وحكي عنه أنه حج فما نام في الطريق إلا ساجدا، وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب، وكان أبوه أفرس فارس باليمن، وكان الشعبي يقول: ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
وصلى حتى تورمت قدماه.
وأبو القاسم هارون بن إسحاق الهمداني، من أهل الكوفة من الثقات. روى عن عبد السلام بن حرب، وأبي خالد الأحمر، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن عبد الوهاب السكري، ومطلب بن زياد، ومعتمر بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكي. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي. قال علي بن الحسين بن الجنيد: كان محمد بن عبد الله بن نمير يبجله، وقال أبو حاتم الرازي: هو صدوق.
وأبو سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني الكوفي، يروي عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول. مات بالمدائن وهو قاض بها في جمادى من سنة ثمانين، وهو أول من صنف بالكوفة. روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وهناد بن السري، وأبو كريب وغيرهم. وكان يحيى بن سعيد القطان يقول: ما خالفني بالكوفة أشد علي من ابن أبي زائدة. وكان ابن نمير يقول: ابن أبي زيادة في الحديث أكثر بن ابن إدريس في الاتقان. وثقه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن يحيى بن أبي زائدة فقال: مستقيم الحديث، صدوق، ثقة (1).