الوزير: بفتح الواو وكسر الزاي وسكون الياء وفي آخرها الراء. هذه اللفظة صارت لقبا لمن يدير الملك ويصدر الملك عن رأيه، وأول من لقب بهذا الاسم أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال بالعراق، قيل له: وزير آل محمد ولما قتل فتكا قال بعض الشعراء فيه:
أن الوزير وزير آل محمد * أودى فمن يشناك كان وزيرا ولم يكن لأحد من خلفاء بني أمية وزير، وأول من استوزر أبو سلمة الخلال. وهجا إبراهيم بن عثمان الغزي بعض الوزراء، فقال فيما أنشدنا أبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي إملاء من حفظه، أنشدني الغزي لنفسه:
من آلة الدست لم يعط الوزير سوى * تحريك لحيته في حال إيماء إن الوزير بلا وزر يشد به * مثل العروض له بحر بلا ماء واشتهر جماعة من المحدثين بهذا الاسم إما لانهم استوزروا بعض الملوك أو في آبائهم أحد. فمنهم أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، الوزير المعروف بابن حنزابة البغدادي، أحد الحفاظ كان كثير السماع، حسن العقل، ذا رأي وشهامة وله أنعام في حق أهل العلم، نزل مصر، وتقلد الوزارة لأميرها كافور، وكان أبوه وزير المقتدر بالله، وبلغني أنه كان يذكر سماعه عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي مجلسا من أماليه، ولم يكن عنده وكان يقول: من جاءني به أغنيته، وكان يملي الحديث بمصر، وبسببه خرج أبو الحسن الدارقطني إلى مصر. وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمئة، وتوفي بمصر سنة تسعين وثلاثمئة وقيل: سنة إحدى وتسعين في شهر ربيع الأول.
الوزير المشهور في الشرق والغرب صاحب المدارس والخيرات من المساجد والرباطات أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الوزير المعروف بنظام الملك صارت أيامه تاريخا للمكارم وأيام الخير سمع الحديث الكثير من أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبي حامد أحمد بن الحسن الأزهري بنيسابور، وأبا مسلم محمد بن علي بن مهريزد النحوي وأبا منصور شجاع بن علي المصقلي بأصبهان وطبقتهم. روى لنا عنه عمي أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني بمرو، وأبو القاسم علي بن طراد الزينبي ببغداد وأبو القاسم إسماعيل بن نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي بدمشق وغيرهم. ولد بنواحي الراذاكان في سنة ثمان وأربعمئة، وقتل بالسحنة في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمئة، وحمل إلى أصبهان ودفن بها وزرت قبره غير مرة في دار جنار.
ومن أولاده وأحفاده جماعة كثيرة من الوزراء منهم الوزير ابن الوزير أبو الفتح أحمد بن