الأنساب - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٦
إلي، فلما دخلت عليه ذكرت حديث الاعرابي، فأقبلت ألتمس برجلي البساط، قال:
يا أبا معاوية لم تلتمس البساط؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين حججت مع جدي، وحدثته الحديث فأعجبه. قال أبو معاوية: وحركني شئ فقلت: يا أمير المؤمنين أحتاج إلى موضع الخلاء، فقال للأمين والمأمون: خذا بيد عمكما فأرياه الموضع، فأخذا بيدي فأدخلاني إلى موضع شممت من رائحة المسك؟ فقالا: يا أبا معاوية هذا الموضع فشأنك. فقضيت حاجتي. وكان يحفظ ما سمع من الأعمش فمرض مرضه فنسي منها ستمائة حديث (1)! وقال يعقوب بن شيبة: محمد بن خازم الضرير، مولى لبني عمرو بن زيد مناة رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الارجاء، يقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك. وكانت ولادته سنة ثلاث عشر ومائة، ومات في آخر صفر سنة خمس وتسعين ومائة.
وأبو عمر حفص بن عمر الضرير، من أهل البصرة، يروي عن أبي عوانة الوضاح وأهل البصرة. روى عنه أبو خليفة الجمحي. وكان من علماء أهل البصرة بالفرائض والحساب والفقه والشعر وأيام الناس، وكان قد ولد وهو أعمى، مات سنة عشرين ومائتين.
وإبراهيم بن محمد بن خازم الضرير، وهو ابن أبي معاوية الكوفي، يروي عن أبيه، وأبي بكر بن عياش، ويحيى بن عيسى الرملي. وروى عنه علي بن الحسين بن الجنيد.
وقال أبو زرعة: إبراهيم بن أبي معاوية الضرير لا بأس به صدوق صاحب سنة.
وأبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار الضرير، من أهل بغداد، سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، وحماد بن خالد الخياط، وعبد المجيد بن أبي رواد، ويحيى بن آدم، وعبيدة بن حميد، وأبا معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، ومعاذ بن معاذ، وأسباط بن محمد، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عنه أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الفقيه، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد وغيرهم. وكان ثقة. قال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي وهو صدوق. مات في شوال سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن سعدان النحوي الضرير، من أهل بغداد، وكان أحد القراء، له

(1) هكذا في " تاريخ بغداد " 5: 247 نقلا عن العجلي من قوله، لكنه نقل في الصفحة التي قبلها عن أبي معاوية نفسه بواسطة ابن معين أنه قال: " حفظت من الأعمش ألفا وستمائة، فمرضت مرضه فذهب عني منها أربعمائة ".
فهذا أولى بالصواب.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»