فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا * وفي الثلاث وفاء للثمانين فلما بلغ تسعين سنة قال (1):
كأني وقد جاوزت تسعين حجة * خلعت بها عني عذار لجام رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى * فكيف لمن يرمى وليس برام؟
فلو أنني أرمى بنبل رأيتها * ولكنني أرمى بغير سهام ولما بلغ مائة سنة وعشرة قال:
أليس في مائة قد عاشها رجل * وفي تكامل عشر بعدها عمر!
فلما بلغ مائة وعشرين سنة قال:
غلب الرجال وكان غير مغلب * دهر طويل دائم ممدود دهر إذا يأتي علي وليلة * وكلاهما بعد المضي يعود (2) فلما حضرته الوفاة قال لابنه: إن أباك لم يمت، ولكن فني! فإذا قبض أبوك فأغمضه، وأقبله القبلة، وسجه بثوبه ولا أعلمن ما صرخت علي صارخة ولا بكت علي باكية. وانظر إلى جفنتي اللتين كنت أصنعهما فأصنعهما ثم أحملهما إلى مسجدك، ومن كان (3) عليها حضور، فإذا سلم الامام فقدمهما إليهم يأكلوا، فإذا فرغوا فقال: أحضروا جنازة أخيكم