يحسن يدل على الحق هاربا من مال السلطان وإذا أوردت عليه مسألة فيها حديث صحيح اتبعه، وإن كان عن الصحابة والتابعين، وإلا قاس فأحسن القياس. وكانت ولادته سنة ثمانين، ومات في رجب سنة خمسين ومائة، ودفن بمقبرة الخيزران بباب الطاق وصلي عليه ست مرات من كثرة الزحام آخرهم صلى عليه حماد وغسله الحسن بن عمارة ورجل آخر; قلت: وزرت قبره غير مرة. وسورة بن الحكم صاحب الرأي، كوفي سكن بغداد، وحدث بها عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت وشيبان بن عبد الرحمن وسليمان بن أرقم وسويد أبي حاتم، روى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي والحسن بن داود بن مهران المؤدب وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن أبي عمران الخياط وغيرهم. وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي مولى قريش، صاحب الرأي، يروي عن هشام بن حسان وابن جريج وإسرائيل وابن أبي عروبة والثوري وإبراهيم بن طهمان وغيرهم، روى عنه هشام بن عبد الله الرازي وسلمة بن بشير النيسابوري وعلي بن هاشم بن مرزوق وسهل بن زياد وعبد الله بن الوليد بن مهران المدائني الرازي، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن الحكم أبي مطيع البلخي؟ قال: لا ينبغي أن يروى عنه، وقال يحيى بن معين: أبو مطيع الخراساني ليس بشئ; وقال: أبو حاتم الرازي: أبو مطيع كان قاضي بلخ مرجئ ضعيف الحديث، وانتهى في كتاب الزكاة إلى حديث له فامتنع من قراءته، وقال: لا أحدث عنه، وزفر بن الهذيل العنزي الكوفي ثم البصري صاحب الرأي والقياس، يروي عن حجاج بن أرطاة، روى عنه أبو نعيم وحسان بن إبراهيم وأكثم بن محمد وغيرهم، قال أبو نعيم الفضل بن دكين وذكر زفر بن الهذيل فقال: كان ثقة مأمونا وقع إلى البصرة في ميراث أخته فتشبث به أهل البصرة فلم يدعوه يخرج من عندهم; قال يحيى بن معين: زفر بن الهذيل صاحب الرأي ثقة مأمون.
(٣٨)