الصناعة، والخصائص، وغير ذلك، وكان يقول الشعر ويجيد نظمه، وأبوه جني كان عبدا روميا مملوكا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي، وسكن أبو الفتح بن جني بغداد، ودرس بها العلم إلى أن مات بها في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. وأبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين وهو ابن أبي الجن بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحسيني (1) الجني، إنما قيل له الجني لأنه عرف بابن أبي الجن، المشهور بالشريف النسيب، من أهل دمشق، كان سيدا شريفا محتشما جليل القدر سنيا حسن السيرة مرضي الامر ممدوحا بكل لسان، خرج له الإمام أبو بكر الخطيب الحافظ الفوائد، وعمر حتى حدث بها وبغيرها، سمع أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي - وقرأ عليه القرآن - وأبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي وأبا الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ، وأبا عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني بدمشق وأبا الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه بأيلة وأبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وكريمة بنت أحمد بن محمد بن (2) حاتم المروزية بمكة وغيرهم، وأول سماعه الحديث في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وأربعمائة، روى لنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل الحارثي وأبو الحسين هبة الله بن الحسين الأمين بدمشق، وأخوه أبو القاسم علي بن الحسن هبة الله الحافظ بنيسابور، وأبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن السلمي ببغداد، وأبو القاسم وهب بن سلمان (3) السلمي بالمزة، وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي التميمي ببيت لهيا، وجماعة كثيرة سواهم، وتوفي في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وخمسمائة بدمشق (4).
(١٠١)