باب الدال والنون (1) الدنباوندي: بضم الدال المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة والواو بعد الألف وسكون النون وفي آخرها دال أخرى، هذه النسبة إلى دنباوند، وهي ناحية من رستاق الري في الجبال، وبعض الناس يقولون دماوند - بالميم، والصواب الأول، خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو محمد سليمان بن مهران الدنباوندي الكاهلي المعروف بالأعمش مولى بني كاهل ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند، ويقال كان من أهل طبرستان، وسكن الكوفة، ورأى أنس بن مالك ولم يسمع منه شيئا مرفوعا، وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا، وسمع المعرور بن سويد وأبا وائل شقيق بن سلمة وزيد بن وهب وعمارة بن عمير وإبراهيم التيمي وأبا صالح ذكوان وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وإبراهيم النخعي وغيرهم، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وسليمان التيمي والحكم بن عتيبة وزبيد اليامي وسهيل بن أبي صالح وسفيان الثوري وشعبة وزائدة وشيبان بن عبد الرحمن وعبد الواحد بن زياد وسفيان بن عيينة وأبو معاوية وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وجرير بن عبد الحميد ويحيى بن سعيد وجماعة كثيرة سواهم، وكان من أقرأ الناس للقرآن، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث، قال العباس بن محمد الدوري: كان الأعمش رجلا من أهل طبرستان من قرية يقال لها دوباند جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من كاهل من بني أسد فأعتقه، وهو مولى لبني أسد، وكان نازلا في بني أسد. وكان هشيم يقول ما رأيت بالكوفة أحدا اقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه. وما اشتهر الأعمش بهذه النسبة غير أنه لما كان من هذه الناحية ذكرت لتعرف الناحية والنسبة. ولد عمر بن عبد العزيز وهشام بن عروة والزهري وقتادة والأعمش ليالي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، وقتل سنة إحدى وستين. ومات سنة ثمان وأربعين ومائة عن سبع وثمانين سنة (2).
(٤٩٦)