الأنساب - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٠
الأجوبة؟ فجرى علي اسم الخلدي إلى يومي هذا. والله ما سكنت الخلد ولا سكن أحد من آبائي. فسألته عن السؤال فقال قالوا: نطلب الرزق؟ فقلت: إن علمتم في أي موضع هو فاطلبوه، فقالوا: نسأل الله ذلك؟ فقلت: إن علمتم أنه نسيكم فذكروه، فقالوا: ندخل البيت ونتوكل على الله، فقلت: أتجربون الله بالتوكل؟ فهذا شك، قالوا: كيف الحيلة؟
فقلت: ترك الحيلة. قال المقدسي قال لي شيخنا أبو سعيد: كتب عني هذه الحكاية أبو بكر الخطيب الحافظ البغدادي. سمع الحديث من الحارث بن أبي أسامة وبشر بن موسى الأسدي وعلي بن عبد العزيز البغوي وأبي العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي وأبي مسلم الكجي ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وجماعة يطول ذكرهم، روى عنه أبو عمر بن حيويه وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسن الدارقطني وجماعة آخرهم أبو علي بن شاذان وأبو الحسن بن مخلد البزاز، وكان ثقة صادقا دينا فاضلا، سافر الكثير إلى الشام والحجاز ومصر ولقي المشايخ الكبراء من المحدثين والصوفية، وكان يقول: لو تركني الصوفية جئتكم بأسناد الدنيا، وكان يقال: عجائب بغداد ثلاث: إشارات الشبلي، ونكت المرتعش، وحكايات جعفر الخلدي. توفي في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (1).
الخلقاني: بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع الخلق من الثياب وغيرها، والمشهور بها من القدماء الربيع بن سليم الأزدي الخلقاني، من أهل البصرة، يروي عن لمازة، روى عنه ابن المبارك ومسلم بن إبراهيم.
وأبو زياد إسماعيل بن زكريا الخلقاني، سمع عاصم الأحول ومحمد بن سوقة وغيرهما، حديثه مخرج في الصحيحين. وأبو سعيد الحسن بن خلف بن سليمان الاستراباذي (المعروف بالخلقاني من أهل جرجان) كان يحدث في مسجد عمران السختياني من حفظه عن محمد بن عبد الملك البصري الأسامي، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وحدث عنه في معجم شيوخه. وأبو عبد الله موسى بن داود الضبي الخلقاني، كوفي قاضي طرسوس، يروي عن سفيان الثوري ومحمد بن مسلم وحسام بن المصك، روى عنه إبراهيم بن دينار

(1) (الخلصي) رسمه في القبس وقال " قال ابن إسحاق: ذو الخلصة بيت فيه صنم لدوس يقال له: الخصة. منه أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال الهجري: وهو الخلصي من ساكني خلص. ولعله يريد ذا الخلصة ".
قال المعلمي خلص بفتح فسكون موضع بآرة بين مكة والمدينة، واد فيه قرى ونخل. كما في معجم البلدان فالظاهر أن هذا الجعفري إليه ينسب، ولا شأن له بذي الخلصة.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»