محمد الحسن بن رشيق العسكري أنا أبو بكر يموت بن المزرع البصري ثنا رفيع بن سلمة ودماذ عن أبي عبيدة معمر بن المثني قال: جاء قوم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى دغفل النسابة فسلموا عليه وهو مولي ظهره الشمس في مشرقة له فرد عليهم من غير أن يلتفت إليهم ثم قال لهم: من القوم؟ قالوا: نحن سادة مضر، قال: أنتم إذا قريش الحرم أهل العز والقدم والفضل والكرم والرأي في البهم، قالوا: لسنا منهم، قال: لا؟ قالوا: لا، قال:
فأنتم إذا " سليم فوارس عضاضها ومناع أعراضها " (1) قالوا: لسنا بهم، قال: لا؟ قالوا:
لا، قال: فأنتم إذا غطفان أعظمها أحلاما وأسرعها إقداما، قالوا: لسنا بهم، قال: لا؟
قالوا: لا، قال: فأنتم إذا بنو حنظلة أكرمها جدودا وأسهلها خدودا وألينها جلودا، قالوا:
لسنا بهم، قال: لا؟ قالوا: لا، قال: فلا أراكم إلا من زمعات مضر وأنتم تأبون إلا أن تترقوا في الغلاصم منهم أذهبوا لا كثر الله بكم من قلة ولا أعز بكم من ذلة.
65 - أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بقراءتي عليه في داره ثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله الهاشمي أنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي ثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري إملاء قال حدثني أبي ثنا أحمد بن عبيد عن الزيادي والهيثم بن عدي قالا: نزلا بامرأة رجل من العرب والمرأة من بني عامر فأكرمته وأحسنت قراه فلما أراد الرحيل تمثل ببيت يهجوها فيه:
لعمرك ما تبلي سرابيل عامر * من اللؤم ما دامت عليها جلودها فلما أنشد قالت لجاريتها: قولي له: ألم نحسن إليك ونفعل ونفعل؟ هل رأيت تقصيرا بأمرك؟ قال: لا، قالت: فما حملك على البيت؟ قال: جرى على لساني، فأبداه وأعاده مرارا، فخرجت إليه جارية من بعض الأخبية فحدثته حتى أنس واطمأن ثم قالت: ممن أنت يا ابن عم؟ قال رجل من بني تميم، قالت: أتعرف الذي يقول:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا * ولو سلكت سبل المكارم ضلت أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى * خلال المخازي عن تميم تجلت تميم كجحش السوء يرضع أمه * ويتبعها ينزو إذا هي ولت ولو أن برغوثا على ظهر قملة * يكر على صفي تميم لولت ذبحنا فسمينا على ما ذبحنا * وما ذبحت يوما تميم فسمت