ندلهم على أنها تقضي إلى الجوهر، وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة، فينفق الرجل منهم في حفرة ثلاثمائة (1) ألف درهم أو خمسمائة، فربما استغنى هو وعقبه، وربما خرج وحصل له مقدار نفقته، وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك، وربما وقف الرجل على العرق ووقف آخر عليه بعينه في موضع آخر فيأخذان جميعا في الحفر، والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما يفضي إليه فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا يعمله الشياطين ويجتهدون فإذا سبق أحد الرجلين بقي الآخر وقد ذهبت نفقته هدرا، وإن استويا اشتركا وهم يحفرون أبدا ما حييت السرج واتقدت فإذا صاروا في البعد إلى موضع لا يحيا السراج لم يتقدموا، لان من صار في ذلك الموضع مات في أسرع من اللحظة، وترى الرجل منهم يصبح وهو رب ألف ألف فما زاد ويمسي ولا شئ عنده، ويصبح وهو فقير ويمسي وهو يملك ما لا يضبط حسابه، منها الشاعر البنجهيري المعروف يقول الشعر.
البنجي: بفتح الباء الموحدة وضم النون في آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية من قرى روذك بنواحي سمرقند يقال لها بنج روذك وهي قطب روذك، ومن هذه القرية كان الشاعر المعروف أبو عبد الله الروذكي، سأذكره في الراء لأنه اشتهر بذلك كان من بنج، قال أبو سعد الإدريسي الحافظ: قبر أبي عبد الله الروذكي مشهور بها هو خلف بستان بنج روذك يزار، وقد زرته.
البنجيكثي: بضم (2) الباء الموحدة وسكون النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى بنجيكث، وهي قرية من قرى سمرقند على ستة فراسخ، منها أبو مسلم مؤمن بن عبد الله بن يونس البنجيكثي، يروي عن محمد بن نصر البلخي، كتب عنه محمد بن حمدان المروزي.
البندار: بضم الباء الموحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى من يكون مكثرا من شئ يشتري منه من هو أسفل منه أو أخف (3) حالا وأقل مالا منه ثم يبيع ما يشتري منه من غيره، وهذه لفظة عجمية، واشتهر به (4) جماعة، منهم محمد بن