أبا سعيد عامر بن محمد البسطامي، وببغداد أبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر والقاضي أبا محمد عبد الله بن محمد بن الأكفاني وأبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وطبقتهم، سمع منه جدي الإمام أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني رحمه الله وجماعة من القدماء، روى لنا عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الاستراباذي القاضي بالري ولم يحدثنا أحد عنه سواه: وتوفي في سنة ثمان وستين وأربعمائة بإستراباذ. وأبو سهل هارون بن أحمد بن هارون بن بندار بن حريش بن الحكم (1) الاستراباذي - وقال الحاكم أبو عبد الله في نسبه: بندار بن خداش، ولم يزد على هذا، كان شيخا فاضلا صالحا مكثرا من الحديث له رحلة إلى العراق والحجاز، سمع بالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبا زكريا يحيى بن محمد الساجي (2)، وبواسط محمود بن محمد الواسطي، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وبمكة المفضل بن محمد الجندي وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وبالري أبا العباس الطهراني وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله الغنجار البخاري (3) وأبو العباس جعفر بن محمد الحافظ المستغفري لأنه حدث في بلاد ما وراء النهر، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: أبو سهل الاستراباذي المحدث كان صحيح الأصول كثير الحديث ورد نيسابور سنة ثلاث وخمسين وأقام بها سنين (4) ثم جاءنا إلى بخارا وأنا بها فحدث بها سنين (4) فرأيت له بها مجالس حسنة. وقال المستغفري في تاريخ نسف: هارون الاستراباذي دخل نسف في رجب سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وعقد له مجلس الاملاء على باب المقصورة كل يوم بعد صلاة الظهر وكان يشهد مجلسه عامة أهل العلم من الفريقين وأولاد أرباب النعم شهدت أنا مجالسه وأنا يومئذ ابن عشر سنين مع أخوي وعمي عبد الملك بن المعتز ومع غلماننا ومؤدبنا أبي علي منصور بن محمد بن إسماعيل وهو أول شيخ سمعت منه الحديث، شهدت من مجالسه أكثر من عشرة مجالس ولا أروي منها إلا ثلاثة مجالس التي أحفظ تلك الأحاديث التي أملاها بأعيانها وتركت باقي المجالس لأنها ضاعت من عمي ومن المؤدب، فقرئ عليه أحاديث أبي خليفة عن أبي الوليد الطيالسي وإبراهيم بن بشار وغيرهما وأخبار مكة وشئ كثير من فوائده في المسجد الجامع وفي دار أبي القاسم
(١٣١)