قضاء واسط وكور دجلة وكان يلزم الموفق بالله حيث كان فيستخلف على البصرة محمد بن أسيد رجلا من أهل البصرة.
ثم توفى محمد بن حماد في سنة ست وسبعين ومائتين فاستقضى على البصرة وسائر عمل محمد بن حماد أبو محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد وكان مقيما ببغداد واستخلف على البصرة محمد بن جعفر بن أحمد بن العباس بن عبد الله بن الهيثم بن بسام وكان فقيها ثريا عالما مفتيا وعف وحسن أثره.
ثم توفي محمد بن جعفر في سنة اثنتين وتسعين ومائتين فاستخلف يوسف بن يعقوب على قضاء البصرة إبراهيم بن المنذر بن محمد الجارودى ثم استخلف بعده أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثم صرفه واستخلف رجلا آخر يقال له أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحر فلم يزل عليها إلى أن صرف يوسف بن يعقوب سنة ست وتسعين ومائتين في شهر ربيع الآخر فقلد قضاء البصرة أبو أمية الأحوص بن المفضل غسان بن المفضل العلائي وكان تقدم له من مدينة السلام واستخلف على البصرة رجلا يقال له سعيد بن محمد الصفار ثم صرف أبو أمية الأحوص بن المفضل عن البصرة في سنة تسع وأربعين ومائتين في ذي الحجة وكان سبب صرفه أنه كان رجلا ليس من هذا الشأن في شيء فلما ولى علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات الوزارة للمقتدر بالله عزله حرمة بينه وبينه قديمة فقلده البصرة ثم قلده واسطا وبادرانا وباتسانا ثم قلده الأهواز بأسرها وكان يعادى آل أبي الشوارب وكانوا على قضاء بغداد فلما أخذ ابن الفرات وولى محمد بن عبد الله بن يحيى بن خاقان مال إلى آل أبي الشوارب لعداوته لابن الفرات فوشوا به إليه فصرفه وولى محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أمواله كلها وطولب الأحوص بأمواله وبأرزاقه التي ارتزقها وحبس فمات في الحبس بعد أشهر من صرفه وكان بليدا لا يحسن الفقه ولكنه قد كان كتب من الحديث شيئا وكان أبوه من أهل العلم وجده وأهل بيته.