أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ١ - الصفحة ٢٥٠
أبو العيناء محمد بن القاسم؛ قال: حدثني ابن أبي البختري عن أبيه؛ قال: كنا مع الرشيد في سفر له إلى الروم وقد تقدمت حمولة الثلج فاستسقى فبعثت الخيل في طلب الثلج فجعلت الخيل تحصف الجبل وقد اشتد عطشه فقال: اسقني من ماء الرحل فلما أقره في فيه مجه؛ فقال له أبو البختري: يا أمير المؤمنين قد كنت ألتمس موضعا لوعظك فلا أجد وقد أمكنني الآن أفتأذن؟ قال: نعم قال: فقلت: يا أمير المؤمنين لو شربت الحار والقار ولبست اللين والخشن وأكلت الطيب والخبيث فإنك لا تدرى ما يكون من تصرف الدهر؛ فانتفخ في ثوبه حتى ظننته سينماز عنه ثم انحمص وعاد لونه وقال: يا أبا البختري إنا نلبس هذه النعمة ما أعطتنا فإذا وأعوذ بالله فارقتنا رجعنا إلى عود غير خوار.
((أبو البختري وغلام يتيم)) وذكر أبو زيد عن أبي غسان؛ قال: كلمت أبا البختري في يتيم عندي يثيبه فوعدني مرارا فشكوت ذلك إلى كاتب له فقال: أنت لا تحسن أن تسأل أبا البختري؛ إذا صلى فمر اليتيم فليصح به من وراء المقصورة: يا أبا البختري؛ قال: قلت: أفعل فجئت باليتيم فأقمته من وراء المقصورة فلما صلى قال: يا أبا البختري؛ قال: لبيك وأقبل عليه وقال: مالك؟ قال: أنا غلام يتيم قال: در إلى الباب فأتيته.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»