وانصرف محمد بن لوط راضيا شاكرا.
((عبد العزيز بن المطلب وحسين ابن زيد بن علي)) حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك؛ قال: حدثني الزبير؛ قال: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز قال: حضرت عبد العزيز بن المطلب وبين يديه حسين بن زيد بن علي يخاصم فقضى على حسين؛ فقال له حسين: هذا والله قضاه يرد على استه فحك عبد العزيز لحيته؛ وكذلك كان يفعل إذا غضب وقال لبعض جلسائه: وربك الله الحميد لقد أغاظ لي وما أرادني ما أراد إلا أمير المؤمنين؛ أنا قاضيه وقضائي قضاؤه وقال: جرد ودعا بالسوط وقد كان قال للحرس: إنما أنا بشر يغضب كما يغضب البشر؛ فإذا أنا دعوت بالسوط فلا تعجلوا به حتى يسكن غضبى فجرد حسين فما أنسى حسن غضبه وعليه ملحفة مروانية وقال عبد العزيز لحسين: وربك الله الحميد لأضربنك حتى يسيل دمك ولأحبسنك حتى يكون أمير المؤمنين هو الذي يرسلك فقال له حسين أو غير هذا أصلحك الله أحسن منه؟ قال: وما ذاك؟ قال: تصل رحمي وتعفو عني؛ فقال عبد العزيز: أو غير هذا أحسن؟ أصل رحمك وأعفو عنك ياجلواز أردد عليه ثيابه وخل سبيله فخلاه.
((عبد العزيز بن المطلب وابن رهمة)) قال زبير: أرسل ابن هرمة في كتاب إلى عبد العزيز بن المطلب يشكو إليه بعض حاله فبعث إليه بخمسة عشر دينارا فمكث شهرا ثم بعث إليه يطلب منه شيئا؛ فقال: لا والله ما نقوى على ما كان يقوى عليه الحكم ابن المطلب.