المعارف - ابن قتيبة - الصفحة ٥٠
وأما عزيز فأقام لبنى إسرائيل التوراة بعد أن أحرقت يعرفونها حين عاد إلى الشام وقالت طائفة من اليهود هو ابن الله وهو الذي أكثر المناجاة في القدر فمحا الله اسمه من الأنبياء فلا يذكر فيهم وهو رسول شعيا عليه السلام قال ومكثت بنو إسرائيل زمانا يطيعون الله وأبتعث الله إليهم شعيا ابن أموص نبيا ثم كثرت فيهم الأحداث والبدع فابتعث الله سنحاريب ملك بابل فأقبل حتى نزل بساحتهم فتابوا إلى الله وأنابوا فقبل الله توبتهم وسلط على عدوهم الطاعون فأصبحوا موتى فغنمهم الله عسكرهم بجميع ما فيه ولم يفلت منهم إلا سنحاريب ملكهم وخمسة نفر معه ثم أحدثوا بعد ذلك أحداثا ونبذوا كتاب الله وتنافسوا الملك فأمر الله شعيا أن يقوم فيهم مقاما بوحيه فلما فعل قتلوه فسلط الله عليهم عدوهم فشرد بهم وأفناهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة ونزع منهم الملك والنبوة فليسوا في أمة من الأمم إلا وعليهم ذل وصغار إلى يوم القيامة وشعيا هو الذي بشر بالنبي عليه السلام ووصفه وبشر بعيسى
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»