صالح عليه السلام قال وهب بن منبه إن الله بعث صالحا إلى قومه حين راهق الحلم وكان رجلا أحمر إلى البياض سبط الشعر وكان يمشى حافيا ولا يتخذ حذاء كما يمشي المسيح ولا يتخذ مسكنا ولا بيتا ولا يزال مع ناقة ربه حيث توجهت وهو صالح بن عبيد بن عابر بن إرم بن سام بن نوح وكانت منازل قومه بالحجر وبين الحجر وبين قرح ثمانية عشر ميلا وقرح هي وادي القرى ولما قال له قومه أئتنا بآية اتى بهم هضبة فلما رأته تمخضت كما تمخض الحامل وانشقت عن الناقة وعاقر الناقة هو أحمر ثمود الذي يضرب به المثل في الشؤم واسمه قدار ابن سالف وكان أحمر أشقر أزرق سناطا قصيرا والعاقر الآخر مصدع ابن مهرج وكان رجلا نحيفا طويلا أهوج مضطربا ولما عقرت الناقة صعد فصيلها جبلا ثم رغا فأصابهم العذاب وقال غير وهب فلذلك تقول العرب رغا فوقهم سقب السماء إذا هلكوا قال وهب بن منبه فلما أهلكهم الله قال صالح لمن آمن معه يا قوم إن هذه دار قد سخط الله على أهلها فاظعنوا عنها وألحقوا بحرم الله وأمنه فأهلوا من ساعتهم بالحج
(٢٩)