بهم ما دامت أشرطة التسجيل صالحة لابراز صوته. ولد ونشأ في " القرية " من جبل الدروز (بسورية) وأخذ عزف العود عن أمه وانتقل معها ومع أخته " أسمهان " وأخ لهما، إلى القاهرة أيام نشوب الثورة السورية على الفرنسيين (1925 م) وتابع دراسته للموسيقى وعلت شهرته بعد مصرع أخته (المطربة ذات الصوت العجيب) أسمهان، وقد ماتت غريقة (1944) في حادث انزلاق سيارة (بين القاهرة والسويس). ووضع ما يزيد على 500 فيلم باسمه وآلاف الألحان لمئات المطربين والمطربات، ومثل في 30 فيلما. وتوفي ببيروت، ودفن إلى جانب أخته في القاهرة.
وكان رقيق الطبع مهذبا، أحبه الناس، وحزنوا عليه (1).
كرنكو (1289 - 1372 ه = 1872 - 1953 م) فريتس كرنكو Freitz Krenkow:
مستشرق ألماني، من أعضاء المجمع العلمي العربي. كان يسمي نفسه بالعربية " سالم كرنكو " وجاء في مقدمة " الدرر الكامنة " المطبوع في حيدر أباد الدكن: " قال الدكتور الفاضل سالم الكرنكوي الألماني مصحح الكتاب الخ " ومعنى " فريتس " بالألمانية " سالم ". ولد في قرية شونبرج Schoenberg بشمالي ألمانيا، وتعلم الإنجليزية والفرنسية واللاتينية واليونانية ثم الفارسية والعربية والتركية والعبرية والآرامية.
وتعرف بفتاة إنجليزية في برلين، فانتقل إلى لندن من أجلها، وتزوج بها. واتفق مع " دائرة المعارف " في حيدر آباد الدكن (بالهند) على أن يتولى تحقيق بعض المخطوطات العربية ويعلق عليها بما يبدو له. فكان مما تهيأ له تحقيقه قبل الطبع، أو الوقوف على طبعه: " حماسة ابن الشجري " و " ديوان طفيل الغنوي " و " ديوان عمرو بن كلثوم " و " ديوان الطرماح بن حكيم " و " الجمهرة " في اللغة، لابن دريد، و " تنقيح المناظر " للشيرازي، و " الجماهر " للبيروني، و " التيجان " في تواريخ ملوك حمير، و " الدرر الكامنة " لابن حجر العسقلاني، و " المنتظم " لابن الجوزي، و " المؤتلف والمختلف " للآمدي، و " المجتنى " لابن دريد، و " معاني الشعر الكبير " لابن قتيبة، و " أخبار النحويين البصريين " للسيرافي، و " الأفعال " لابن القطاع، و " تفسير ثلاثين سورة " لابن خالويه، و " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم.
وانتدبته جامعة " عليكر " بالهند لتدريس العربية فيها، فأمضى نحو سنتين. وعاد إلى لندن، فاستقر في " كمبردج " إلى أن توفي. قال كرد على (في مجلة المجمع): " أحب الأستاذ كرنكو العرب والإسلام محبة لا ترجى إلا من العريق فيهما، يتعصب للعرب على سائر أمم الاسلام، من الفرس والترك والهند، ويعتقد - كما كتب لي في 23 آذار، مارس، سنة 1935 - أن زوال الدولة العربية، أي خلافة بني أمية، وانتقال مركز الاسلام من دمشق إلى العراق، وظهور الفرس على العرب، كان أول سبب للحيلولة دون انتشار الاسلام في الأمم النازلة في الشمال الغربي، أوربا ". وقال كاظم الدجيلي - وكان صديقا حميما له - يؤبنه:
" كان كرينكو غزير العلم، واسع الاطلاع، صادق القول، أبي النفس، بهي الطلعة، محبا للشرقيين عامة والمسلمين خاصة، ولا أدري ما تم في أمر خزانته التي تحوي آلاف الكتب الثمينة النادرة من مخطوطات ومطبوعات إذ في ضياعها وتفرقها خسارة للآداب العربية والاسلامية " (1).