محمد البوسعيدي: صاحب مسقط وعمان.
وهو أبو ملوك مسقط وزنجبار بعد ذلك.
ويقال له سلطان ابن الإمام. انتزع الحكم من أخيه سعيد، واستقرت البلاد في أيامه. قال صاحب تحفة الأعيان: (وكان الملك البحري أيام اختلاف اليعاربة متفرقا في أيدي عمالهم، مثل الهند وممباسة وزنجبار وما بعدها، وكل عامل قد استبد برأيه وانفرد بما تحت يده وادعى المملكة لنفسه، فسعى سلطان في رد ما أمكنه من ذلك، ولم يتم له الامر وإنما تم لولده سعيد بن سلطان). وهاجم البحرين سنة 1216 ه، وأخذها من آل خليفة. فاستنجدوا بعبد العزيز بن محمد ابن سعود، فأمدهم بجيش أخرج عساكر سلطان، وقتل منها ما ينيف على ألفي رجل. ثم مات سلطان قتيلا في مناوشة، وهو في سفينة صغيرة على مقربة من شاطئ مسقط، كان ذاهبا بها إلى بندر عباس، فقتله رجال من (القواسم) أهل (رأس الخيمة). وهو الذي أمضى الاتفاق مع شركة الهند الشرقية، سنة 1213 ه - 1798 م، بتقديم الانكليز في المعاملات التي تتم في داخل بلاده، على الفرنسيين والهولنديين. وأمضى اتفاقا آخر مع (جون مالكولم) سنة 1214 ه - 1800 م يخول الانكليز إقامة معتمد دائم في مسقط (1).
* (ابن بجاد) * (... - 1351 ه =... - 1932 م) سلطان بن بجاد بن حميد، من عتيبة:
قائد شجاع. من بادية ما بين الحجاز ونجد.
صحب ابن سعود (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في غزواته مغامراته، قبل أن يلي الملك. وأقام في (هجرة الغطغط) على مقربة من الرياض فكان زعيمها.
وأرسله ابن سعود إلى واحة (تربة) في شعبان 1337 ه، نجدة لخالد ابن لؤي، لصد الشريف عبد الله بن الحسين عن تلك الواحة، فأغارا على جيش عبد الله، فكادا يفنيانه، قيل: بلغت قتلاه خمسة آلاف، منهم 180 من الاشراف. ثم كان مع الأمير فيصل بن عبد العزيز في حرب (عسير). ولما بدأت حركة التجديد والاصلاح في دولة آل سعود، قبيل استقرارها، ونودي بالكف عن الغارات والغزوات، كان من العسير على ابن بجاد - وهو العريق في البداوة - أن يرتاح إلى أساليب من الحضارة الجديدة، رأى (عبد العزيز) ابن سعود يقبل عليها ويقرها:
معاهدات مع دول الإفرنج، وأنظمة وقوانين للبلاد، وسيارات قد تكون من (السحر) وأطباء لا يصفون الحشائش، ولا يقولون بالكي، وكهرباء تأتي بالنور من دون زيت أو شمع! كل هذا وأمثاله، كان في (منطق) ابن بجاد، من (المستحدثات) أو البدع. واستفزه الداهية (فيصل الدرويش) - أنظر ترجمته -، فقام ينكر على (الامام) ما سماه قعودا عن الجهاد، وابتعادا عن جادة الدين.
وتحول بعد الطاعة والاخلاص ثائرا التفت حوله جموع من قبيلته (عتيبة) الكثيرة العدد، وناصره الدرويش وأهل الغطغط، واتسعت الفتنة. فوجه ابن سعود الزحوف لاخضاعه ومن معه، وأمر من بقي على طاعته من عتيبة أن يكفيه شر من والى ابن بجاد منها، فانقسمت القبيلة، واقتتل فريقاها. ونشبت وقائع انتهت بالقبض على ابن بجاد وزجه في سجن (الرياض) مثقلا بالحديد مدة عام ونصف، أو ما يقارب ذلك، ومات في سجنه (1).
* (اليعربي) * (... - 1091 ه =... - 1680 م) سلطان بن سيف بن مالك اليعربي:
ثاني أئمة اليعاربة الإباضية في عمان. بويع يوم وفاة الامام ناصر بن مرشد (سنة 1050 ه) بنزوى، فطرد البرتغاليين من مسقط - وكانت في قبضتهم - وبنى سفنا كثيرة حمى بها شواطئ بلاده. وهاجم مراكز البرتغاليين في بلاد الهند وسواحل إفريقية. قال جيان Guillain في كتابه (وثائق تاريخية): إن الرحالة البرتغالي (القس مانويل جودنهو) دون في رحلته من الهند إلى البرتغال، مارا بالخليج الفارسي، سنة 1663 م، ما ترجمته:
(لم يكتف سلطان بن سيف باجلائنا عن بلاده، بل اجترأ على اقتفاء أثرنا حتى بالبلاد التابعة لنا، إذا حاصر منباسة (Mombasa) وأزعجنا في بومي Pompee، وأسرت سفنه سفائن برتغالية كثيرة). وازدهرت مملكة عمان في أيامه.
وكان شجاعا حازما متواضعا لرعيته، غير محتجب عنهم، يسير في الطريق وحده، يسلم على الناس ويحادثهم.