الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ١ - الصفحة ١٣٥
في موقعة، وأطلق، فانصرف إلى الأدب.
وناب في القضاء بدمشق، وتولى قضاء الركب الشامي سنة 1030 ه‍، ومدحه شعراء عصره. وزاحمه أحد معاصريه فانتزع منه وظائفه. وامتحن باصطناع الكيميا فأضاع فيها أموالا طائلة. له كتاب في اللغة أشار إليه البديعي بقوله:
(ومن وقف في اللغة على كتابه الفاخر، علم منه كم ترك الأول للآخر) وله (ديوان شعر) وتوفي بدمشق فقيرا (1).
الخليفي (1250 - 1316 ه‍ = 1834 - 1898 م) أحمد بن شرقاوي الخليفي المالكي، أبو العباس، متفقه، من أهل (الخليفة) بصعيد مصر. كان له مجال في التصوف والرد على أهل البدع. نظم (المورد الرحماني - ط) أرجوزة في التصوف والتوحيد، و (الوسيلة الحسنا، في نظم أسماء الله الحسنى - ط) وله (شمس التحقيق وعروة أهل التوفيق - ط) تصوف، و (نصيحة الذاكرين - ط) مباحث شرعية في زجر الذين يتخذون ذكر الله لهوا ولعبا، و (تشطير البردة - ط) (2).
السنوسي (1284 - 1351 ه‍ = 1867 - 1933 م) أحمد الشريف بن محمد بن محمد بن علي السنوسي الخطابي: مجاهد، من كبار السنوسيين أصحاب الطريقة المعروفة بهم في المغرب. نسبته إلى آل (الخطاب) من قبيلة (مجاهر) القاطنة بقرب مستغانم، بالجزائر. ولد وتفقه في (الجغبوب) وأقام في (التاج) بواحة الكفرة - ببرقة.
واعتدى الإيطاليون على طرابلس الغرب وبرقة في حروبهم مع الدولة العثمانية (سنة 1339 ه‍) فقاتلهم، وسارت برقة وطرابلس تحت لوائه. وعقد الصلح بين إيطاليا والعثمانيين، فحمل عبء الجهاد وحده إلى أن دب خلاف بينه وبين ابن عمه السيد إدريس، وقل أنصاره، فدعي إلى الآستانة، فقصدها على غواصة عن طريق (فينة) وتولى في العاصمة العثمانية تقليد السلطان محمد السادس السيف يوم ارتقائه العرش، وأنعم عليه برتبة الوزارة. وقامت حركة مصطفى كمال الاستقلالية، فوالاها، وأقام بمرسين، فاتهم بالاتصال ببعض (آل عثمان) بعد زوال دولتهم، وأوعز إليه بالخروج من (تركيا) فقصد دمشق، وكان الفرنسيون فيها، فلم يأذنوا له بالإقامة، فرحل إلى الحجاز، فأكرمه الملك عبد العزيز آل سعود، فأقام في ضيافته بالمدينة صيفا، وبمكة شتاءا، إلى أن توفي بالمدينة.
قال الأمير شكيب أرسلان في وصفه:
(حبر جليل، وسيد غطريف، وأستاذ كبير، من أنبل الناس جلالة قدر وسراوة حال ورجاحة عقل) وكان على علم غزير، صنف في أوقات فراغه عدة كتب، منها (الأنوار القدسية - ط) ترجم فيه بعض السنوسيين، و (الفيوضات الربانية - ط) في الطريقة السنوسية، وكتاب في (تراجم مشايخه ومشاهير من اجتمع بهم من أهل المغرب) و (الدر الفريد الوهاج بالرحلة المنيرة من جغبوب إلى تاج - خ) ذكره أحمد عبيد (1).
ابن شعيب (... - 1015 ه‍ =... - 1606 م) أحمد بن شعيب الأندلسي ثم الفاسي:
من علماء القراء في المغرب. من أهل فاس. قال القادري (في النشر): كانت له دراية بمقارئ السبعة. له (إتقان الصنعة في التجويد للسبعة - خ) في التيمورية (2).
أحمد شفيق باشا (1276 - 1359 ه‍ = 1860 - 1940 م) أحمد شفيق بن حسن موسى:
مؤرخ مصري. من أهل القاهرة.
تخرج بمدرسة العلوم السياسية وكلية الحقوق بباريس وعين وكيلا للجامعة المصرية الأهلية. وولي رئاسة الديوان الخديوي في عهد عباس حلمي. واشترك بعد الحرب العامة الأولى في معالجة القضايا الشرقية

(١) خلاصة الأثر ١: ٢١٠ وولاة دمشق في العهد العثماني ٣٥ ونفحة الريحانة - خ - وفيه طائفة حسنة من نظمه ونثره.
(٢) شجرة النور ٤٠٩ ومعجم المطبوعات ٣٧٢ والأزهرية ٧: ٤٤٨ وضبطته بالتصغير، قياسا على (الخليفي) شيخ الزبيدي، كما في التاج: آخر مستدركات (خلف).
(١) فهرس الفهارس ١: ١٤٦ ومجلة المنار ٣٣: ١٣٤ وحاضر العالم الاسلامي. وجريدة أم القرى ٢٠ / ١١ / ١٣٥١ وانظر معجم الشيوخ ١: ١٣٦ - ١٤٥ وقد عرفه بأحمد الشريف، ثم قال: صفي الدين، أبو الفضائل، أحمد بن محمد الشريف بن محمد بن علي ابن السنوسي الخ.
(2) الخزانة التيمورية 1: 7 و 3: 164 ونشر المثاني 1: 99.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»