وهو تتميم لرجال النيلي الآتي بهذا العنوان، فان النيلي أورد في رجاله المشايخ إلى عصر العلامة الحلي ولم يكن له كثير اطلاع بأحوال المتأخرين عن العلامة الحلي، فاستدعى من السيد جمال الدين بن الأعرج العميدي تتميمه بأحوالهم، فاجابه السيد جمال الدين وادرج في الكتاب تراجم ستة وعشرين رجلا منهم، وكتب كل واحد منهم بخطه في الموضع الذي يليق بذكره من الكتاب، فوصل هذا الكتاب إلى الشيخ حسن صاحب المعالم واستخرج منه تراجم هؤلاء المتأخرين اعتناء بشأنهم واهتماما بحفظهم عن الضياع والاندراس وكتبهم نسقا بخطه، ووصل خط صاحب المعالم إلى حفيده الشيخ علي بن محمد بن الحسن صاحب " الدر المنثور " وكتبهم الشيخ علي نقلا عن خط جده على ظهر الرجال الكبير للاسترآبادي، ووصلت نسخة الرجال الكبير إلى صاحب الرياض وفرق التراجم في مواضعها من الرياض، ومنها ترجمة النيلي المؤلف لأصل الرجال الذي أدرك أواخر عصر فخر الدين ابن العلامة الحلي فاستجاز منه ومن السيدين عميد الدين وضياء الدين ابني أخت العلامة وعن الشيخ الشهيد (786) ومنها أيضا ترجمة الشيخ أحمد بن فهد الحلي الذي كان مدرسا في الحلة ومجازا من صاحب كتاب الرجال وذكر تصانيفه، ومنها " عدة الداعي " الذي ألفه (801) كما أنه ذكر تصانيف النيلي مؤلف أصل الرجال مثل " الأنوار المضيئة " الذي مر في (ج 2 ص 416) و " الدر النضيد " الذي مر في (ج 8 ص 81) واما جمال الدين ابن الأعرج نفسه فقد ترجمه ابن عنبة في " عمدة الطالب " المؤلف (812) في (ص 325) من طبع الهند عند ذكر والده العميد قال: اما السيد العلامة عميد الدين عبد المطلب بن السيد مجد الدين أبى الفوارس محمد بن السيد فخر الدين علي بن محمد بن أحمد بن علي الأعرج فأعقب من ابنه السيد جمال الدين محمد وحده، وهو المولى السيد العالم الجليل العالي الهمة الرفيع المقدار قضى الله له بالشهادة فاخذ بالمشهد الغروي وخنق ظلما أخذ الله له بحقه، وأعقب السيد جمال الدين محمد من ابنه السيد الجليل العالم سعد الدين أبى الفضل محمد الذي له ولدان ذكران ولم يذكر اسمهما، ثم قال: وللسيد جمال الدين محمد أولاد أخر غير سعد الدين كثرهم الله انتهى. فظهر ان النيلي مؤلف الرجال والمجاز من السيد عميد الدين وغيره اختار لتتميم كتابه ولد أستاذه السيد جمال الدين الأعرج الشهيد بعد تأليف عدة الداعي (801) وقبل تأليف عمدة الطالب (812) وكان هو من العلماء والمشايخ ويروى عنه الشيخ زين الدين
(١٠٦)