الأحاديث المسموعة من إملاء الشيخ عن ظهر قلبه وعن كتابه، والغالب عليها ترتيبه على مجالس السماع ولذا يطلق عليه المجالس أو عرض المجالس أيضا وهو نظير الأصل في قوة الاعتبار وقلة تطرق احتمال السهو والغلط والنسيان ولا سيما إذا كان إملاء الشيخ عن كتابه المصحح أو عن ظهر القلب مع الوثوق والاطمينان بكونه حافظا ضابطا متقنا. والفرق أن مراتب الاعتبار في أفراد الأصول تتفاوت حسب أوصاف مؤلفيها وفي الأمالي تتفاوت بفضائل ممليها ولذا رتبنا الأصول كما مر على أسماء المؤلفين وترتب الأمالي على ترتيب أسماء المملين. ونتيمن أولا بذكر أمالي سيد البشر صلى الله عليه وآله إن لم يكن داخلا في الموضوع.
(أمالي سيدنا ونبينا أبي القاسم رسول الله صلى الله عليه وآله) أملاه على أمير المؤمنين عليه السلام وهو كتبه بخطه الشريف. هذا أول كتاب كتب في الاسلام من كلام البشر من إملاء النبي وخط الوصي. والنسخة التامة منه مذخورة عند الحجة المنتظر كسائر مواريث الأنبياء ورثها عن آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. وهو كتاب مدرج عظيم يفتح ويقرأ منه على ما ترشدنا إليه أحاديث أهل البيت عليهم السلام نتيمن بذكر حديث واحد منها رواه النجاشي في كتابه في ترجمة محمد بن عذافر باسناده إلى غذافر بن عيسى الصيرفي قال كنت مع الحكم بن عيينة عند أبي جعفر الباقر عليه السلام فجعل يسأله الحكم وكان أبو جعفر له مكرما فاختلفا في شئ فقال أبو جعفر يا بني قم فاخرج كتاب علي عليه السلام فاخرج كتابا مدرجا عظيما ففتحه وجعل ينظر حتى أخرج المسألة فقال.
أبو جعفر (ع) هذا خط علي وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله واقبل على الحكم وقال يا أبا محمد إذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل