قسنطينة على أبي عبد الله صاحب بجاية وملك بلده واستقبله ابن خلدون وأكرمه واستقر الحال بابن خلدون في تلمسان فأقام فيها أربع سنين وشرع بتأليف تاريخه وشرح البردة شرحا بديعا ولخص كثيرا من كتب ابن رشد وعلق تقييدا مفيدا في المنطق للسلطان وألف في الحساب وفي أصول الفقه.
وفارق تونس سنة 784 وأقام بالقاهرة وعينه السلطان برقوق قاضي القضاة المالكية وعزل عنها بسبب تعصب الامراء عليه (1) ثم سافر إلى الشام مع السلطان فرج الملك الناصر وأخذ أسيرا في أخذ تيمورلنك دمشق. فسافر مع تيمور أسيرا سميرا إلى سمرقند. فقال له يوما: لي تاريخ كبير جمعت فيه الوقائع بأسرها فخلفته بمصر. وسيظفر به المجنون (يشير إلى برقوق) واستأذنه في أن يعود إلى مصر. فأذن له ورجع إلى مصر وكانت وفاته بالقاهرة فجأة ودفن في مقابر الصوفية خارج باب النصر. وقد فرغ من تدوين تاريخه سنة 797 ه 1 العبر وديوان المبتدا والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاهدهم من ذوي السلطان الأكبر ويعرف بتاريخ ابن خلدون جزء 7 بولاق 1284 بتصحيح محمد الصباغ ما عدا بعض الجزء السادس والثاني الجزء الأول منه في العمران وما يعرض فيه وذهب باسم المقدمة حتى صار علما عليها.
وقد طبع من هذا الكتاب: (1) (أخبار دولة بنى الأغلب بأفريقية وصقلية وبقية أخبار صقلية إلى حين استيلاء الفرنج عليها (2) ومعه ترجمة إلى اللغة الفرنساوية باريس 1841