لسان الميزان - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٧١
بينهما من العظائم نسأل الله العفو فلقد نال ابن مندة من أبي نعيم وأسرف أيضا * ولد ابن مندة سنة ست عشرة وثلاث مائة * وسمع سنة ثمان عشرة وبعدها ورحل سنة ثلاثين إلى نيسابور فأدرك أبا حامد بن بلال ومحمد بن الحسين القطان وكتب عن الأصم نحوا من الف جزء ثم رحل إلى بغداد فلقى ابن البختري والصفار ولقى بدمشق وغيرها خيثمة بن سليمان ولقى بمكة أبا سعيد ابن الاعرابي وبمصر أبا الطاهر المديني وببخارى ومرو وبلخ جماعة وطوف الأقاليم وكتب بيده عدة أحمال وبقى في الرحلة نحوا من أربعين سنة ثم عاد إلى وطنه شيخا فتزوج ورزق الأولاد وحدث بالكثير وكان من دعاة السنة وحفاظ الأثر * قال الباطرقاني حدثنا ابن مندة امام الأئمة في الحديث * وقال ابن مندة كتبت عن الف شيخ وسبع مائة شيخ * وقال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ ما رأيت مثل أبى عبد الله بن مندة وقال جعفر المستغفري ما رأيت احفظ من ابن مندة وسألته ببخارى كم يكون سماعات الشيخ قال يكون خمسة آلاف مرة ويقال انه لما رجع إلى أصبهان قدمها ومعه أربعون حملا من الكتب والاجزاء والذي قال أبو نعيم في تاريخه هو حافظ من أولاد المحدثين * مات في سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة * واختلط في آخر عمره فحدث عن أبي أسيد وعبد الله بن أخي أبي زرعة وابن الجارود بعد أن سمع منه ان له عنهم اجازة وتخبط في أماليه ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها * قلت * البلاء الذي بين الرجلين هو الاعتقاد انتهى * قال الحاكم قال أبو على الحافظ بنو مندة اعلام الحفاظ في الدنيا * قال وأبو عبد الله من بيت الحديث والحفظ وأحسن الثناء عليه وقال إسماعيل التيمي سمعت عمير السناني جرى ذكر ابن مندة عند أبي نعيم فقال كان جبلا من الجبال * وذكر الحاكم ان الدارقطني ذكر ابن مندة فقال كان بمصر
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»