لسان الميزان - ابن حجر - ج ٤ - الصفحة ٦١
عبد الرحمن وحج سنة سبع أو ثمان ومائتين * فسمع من مطرف وابن الماجشون وإبراهيم بن المنذر وعبد الله بن عبد الحكم وأكثر جدا عن أهل الحجاز وأهل مصر ورجع سنة ست عشرة بعلم جم فانتشر روايته وقرره أمير الأندلس في المفتين مع يحيى بن يحيى وغيره وكان الذي بينه وبين يحيى سيئا جدا ومات يحيى قبله فانفرد * روى عنه ابناه محمد وعبد الله وأحمد بن راشد وإبراهيم بن خالد ومحمد بن فطيس وبقى بن مخلد ومحمد بن وضاح وآخرون آخرهم موتا المعافي * وقال أحمد بن عبد البر كان كثير الكتب فقيه البدن طويل اللسان أديبا أخباريا وكان يخرج من الجامع وخلفه نحو ثلاث مائة طالب وكان يقرأ عنده ثلاثون كل يوم في تصانيفه خاصة وكان يلبس الخز ظاهرا اجلالا للعلم والى جسمه مسح شعر تواضعا وكان صواما قواما متقللا من الدنيا ويقال ان سحنون لما بلغته وفاته قال مات عالم الأندلس وكان العبس يقول ما اعلم أحدا الف على مذهب أهل المدينة تأليفه وله من التواليف الواضحة والجوامع وفضايل الصحابة والرغائب وغير ذلك ويقال انها بلغت الف كتاب وخمسين كتابا * وذكر الباجي ان أبا عمر بن عبد البر كان يكذبه * وقال احمد ابن سعيد الصدفي كان يطعن عليه انه يستجيز الاخذ بالمناولة بغير مقابلة * ويقال ان ابن أبي مريم دخل عليه فوجد عنده كتب أسد وهي كثيرة * قال فقلت له متى سمعتها قال قد أجاز لي صاحبها قال فجئت أسدا فسألته فقال انا لا أرى القراءة فكيف أجيز وانما اخذ منى كتبي ليكتبها * قال أحمد بن خالد اقرار أسد له بذلك هي الإجازة بعينها كذا قال ويقال ان بعض الناس رفع إلى الأمير عن يحيى بن يحيى وجماعة انهم عزموا على خلعه فراسل عبد الملك فسأله عن ذلك فبرأ يحيى من ذلك * وقال له قد علمت ما بيني وبينه ولكن لا أقول
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»