لسان الميزان - ابن حجر - ج ٤ - الصفحة ٤٢٧
المصنف من الهوى والعصبية في هذا الكتاب فكيف ذكر هذا وأمثاله ممن لا رواية لهم كالسيف الآمدي ثم اعتذر عنه بأنه يرى أن القدح في هؤلاء من الديانة وهذا بعينه التعصب * في المعتقد والفخر كان من أئمة الأصول وكتبه في الأصلين شهيرة سائرة وله ما يقبل وما يرد * وقد ترحم له جماعة من الكبار بما ملخصه ان مولده سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة في رمضان واشتغل على والده وكان من تلامذة البغوي ثم اشتغل على الكمال السمناني وتمهر في عدة علوم وعقد مجلس الوعظ وكان إذا وعظ يحصل له وجد زائد * ثم اقبل على التصنيف فصنف التفسير الكبير (1) والمحصول في أصول الفقه - والمعالم (2) والمطالب العالية (3) - والأربعين والخمسين والمحاضر والمباحث المشرقية (4) وطريقه في الخلاف ومناقب الشافعي وكان في أول امره فقيرا * ثم اتفق انه صاهر تاجرا متمولا وله ولدان فزوجهما بنيته ومات التاجر فتقلب الفخر في ذلك المال وصار من رؤساء ذلك الزمان يقوم على رأسه خمسون مملوكا بمناطق الذهب وحلل الوشي قاله ابن الرسب في تاريخه * قال وقال للسلطان يوما نحن في ظل سيفك فقال له السلطان ونحن في شمس علمك قال وكانت له أوراد من صلاة وصيام لا يخل بها وكان مع تبحره في الأصول يقول من التزم دين العجائز فهو الفائز وكان يعاب بايراد الشبه الشديدة ويقصر في حلها حتى قال بعض المغاربة يورد الشبه نقدا ويخلها نسيئة * وقد ذكره ابن دحية بمدح وذم * وذكره ابن شامة فحكى عن أشياء ردية وكانت وفاته بهراة يوم عيد الفطر سنة ست وست مائة * ورأيت في (الإكسير في علم التفسير) للنجم الطوافي ما ملخصه ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ومن تفسير

(1) يسمى بمفاتيح الغيب - (3 و 2) في علم الكلام - (4) في علم الإلهي -
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»