راوية عن العرب وافر الأدب عالما بالنسب عارفا بأيام الناس حافظا للسير * وقال إبراهيم بن عرفة كان أكثر أهل الحجاز أدبا وأعذبهم ألفاظا وكان قد حظي عند المهدى * وقال الآجري عن أبي داود سمعت أبا حاتم عن الأصمعي قال قال لي خلف الأحمر أفتانا بين المشرق والمغرب ابن داب يضع الحديث بالمدينة وابن شوكر يضع الحديث بالسند وهو المعزى بقول الشاعر * (شعر) خذوا عن مالك وعن ابن عون * ولا ترووا أحاديث ابن داب وقد مضى في ترجمة شوكر قول خلف الأحمر فيه وفى ابن داب أحاديث ألفها شوكر وأخرى مؤلفة لابن داب فأظن قوله هنا ابن شوكر وهما وان لفظة ابن زائدة * وقال الزبير بن بكار الأسدي ثنا محمد بن الحسن عن عيسى بن يزيد ابن داب قال كان حلف الفضول هاشم وزهرة وتيم فقيل له فهل على ذلك من شاهد من الشعر قال نعم فأنشد * (شعر) تيم بن مرة ان سالت وهاشم * وزهرة الخير في دار ابن جدعان متحالفين على الندى ما عردت * ورقاء في فنن من جزع كتمان فقيل له فأين راوي كتمان قال داود سحران * قال الزبير فجاء بيتين مضطربين مختلفي الصنعة * وكان أبو ه عالما شاعرا ناسبا وله ولد آخر يقال له يحيى بن يزيد ابن داب * قلت * وهذا يدل على عدم معرفته بالوزن فان كلا من البيتين فهما من بحرين الأول من الكامل والثاني من البسيط * وقال الزبير (1) في الموفقيات حدثني عمي مصعب بن عبد الله حدثني موسى بن صالح قال كان عيسى بن داب كثير الأدب عذب الألفاظ وكان قد حظي عند الهادي حتى كان يتكئ في مجلسه باذنه ولم يطمع في ذلك أحد من الخلق غيره وكان لذيذ المفاكهة طيب المسامرة
(٤٠٩)