لسان الميزان - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ٣٣٩
إلى أبي عبيد وعاصم بن علي وسمعت منهما * قلت * لكنه ما ضبط ما سمع منهما إلى أن قال ابن عدي فلما كبروا سن ومات أصحاب الاسناد احتمله الناس واجتمعوا عليه ونفق عندهم لكن كان مجلس ابن صاعد اضعاف مجلسه ومما أنكر عليه حديثه عن كامل بن طلحة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا ثلاث لا يفطرون الصائم (1) * والصواب عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم يدل مالك * قلت * وقد وثقه الدارقطني والخطيب وغيرهما * قال الخطيب كان ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا * وقال رأيت أبا عبيد ولم اسمع منه وأول ما كتبت الحديث سنة خمس وعشرين ومائتين * قال وولد سنة أربع عشرة ومائتين * مات البغوي ليلة الفطر سنة سبع عشرة وثلاث مائة رحمه الله فله مذ مات أربع مائة سنة وثماني سنين وهذا الشيخ الحجار بينه وبين البغوي أربعة أنفس وهذا شئ لا نظير له في الاعصار * قال فيه السليماني متهم بسرقة الحديث * قلت * الرجل ثقة مطلقا فلا عبرة بقول السليماني انتهى * وفي قوله ان هذا الحديث مما أنكر على البغوي نظر فقد أورده الدارقطني في غرائب مالك عن دعلج بن أحمد والحسن بن أحمد بن صالح قالا حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا كامل بن طلحة فذكره ثم قال قال لنا دعلج قال لنا أبو القاسم يعني عبد الله المذكور أخبرني موسى بن هارون ان كاملا رجع عنه انتهى * وإذا رجع كامل عنه فالذي يظهر ان عبد الله أيضا رجع عنه فلذلك لم يسمعه منه الدارقطني وهو شيخه وقد أكثر عنه فكيف ينكر عليه وقد سبق بيان الصواب في سند هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن عيسى وقول المؤلف لا نظير له في الاعصار عجيب فقد وجدنا لذلك نظائر منها ان بين ابن طبرزد وبين

(1) تمام الحديث - القئ والاحتلام والحجامة - كما مر في ترجمة عبد الله بن عيسى -
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»