لسان الميزان - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
وملخص ما ترجمه به ان قال صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار أبو الفرج الفقيه الحنبلي صاحب أبي الحسن الزاغوني برع في الفقه والأصول والكلام وقرأ المنطق والحكمة وكان متعففا غزير الفضل ذا قريحة حسنة وفطنة وذكاء * وقد نسخ بخطه لنفسه ولغيره كثيرا وكان حسن الخط وكان يتقوت من اجر نسخه * ولا يطلب من أحد شيئا ولا يسكن مدرسة بل كان مقيما بمسجده يصلى فيه إماما ويقرئ الناس وينسخ نحوا من ستين سنة * وله مصنفات حسنة وتاريخ ذيل به على تاريخ شيخه ولم يزل قليل الحظ منغص العيش مقترا عليه إلى أن اتفق ان الوزير ابن رئيس الرؤساء سأل عن مسألة في الحكمة فدلوه عليه فكتب له جوابا شافيا فأجرى له راتبا وبلغ خبره أم الخليفة فصارت تفقده بأنواع الأطعمة والحلوى * وكان قد طعن في السن وسقطت أسنانه فكان لا يتمكن من تناول ما يشتهيه فيشكي لمن يدخل عليه من ذلك فينسبوه إلى الاعتراض على القدر * وحكوا عنه أشياء من ذلك * (ثم نقل) عن أحمد البندنيجي انه دخل على صدقة يوما فوجده متضجرا فسأله فقال كنت في شبابي وصحة شهوتي أعطي كل يوم من خبز الخمير بغير ادم فلما كبرت وعجزت وضعفت الشهوة والمعدة رزقت من الأطعمة اللذيذة ما أبصره وأتحسر عليه وذكر قصة غلامه وخيانته إياه في بيع ذلك * (وذكر) قصة لابن المقفع (1) انه جمع ذلك في من صفة ممن لم يخدمه وقال أريد ان يلحق اسمي في ذلك الكتاب * ونقل عنه انه قال لآخر لما كانت لي أسنان صحاح ما كنت أقدر على ثمن التمر والآن لما ذهبت أسناني فتح علي من الحلوى التي لا أستطيع تناولها من يبسها فازداد بنظري إليها حسرة قال فكان الناس ينسبونه بهذا الكلام إلى الاخلال * (ونقل) عن أبي الحسن القطيعي انه سمع الوزير يثني على صدقة ويقول نقل عنه ابن الجوزي انه صلى إلى جانبه

(1) لعله هو أبو محمد عبد الله بن المقفع فصيح بليغ 12 شريف الدين
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»