عالية جدا ولم يقرأ عليه الا من أصوله وسماعاته كالشمس وضوحا وكف بصره في آخر عمره فكتب له أبو علي وحسن ظنه به وكان الطريثيثي ثقة الا انه لم يكن يعرفه أوثق (1) المحدثين ودقائقهم والا لكان من الثقات الاثبات وذكره أبو عمرو بن الصلاح في طبقات الفقهاء الشافعية وقال السمعاني خدم المشايخ وكان حسن التلاوة صحيح السماع في اجزاء لكنه أفسد نفسه وادعى انه سمع من ابن زرقويه ولم يصح سماعه منه، قال أبو القاسم بن السمرقندي دخلت عليه وهو يقرأ عليه جزء من تحديث ابن زرقويه فقلت متى ولدت فقال سنة اثنتي عشرة وأربع مائة فقلت وابن زرقويه توفى في هذه السنة واخذت بالجزء من يده فضربت على الطبقة فقام وخرج من ذلك المجلس، وقال ابن الأنماطي كان مخلطا وأبو علي الكرماني هو الذي أفسده، وقال أبو نصر اليونارتي نحو ذلك، وقال شجاع الذهلي كان الطريثيثي ضعيفا مجمعا على ضعفه وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها وقال ابن النجار اجمعوا على ترك الاحتجاج به، قلت، ما كان من حديث يرويه السلفي عنه فانا نعلم في الجملة انه من صحيح سماعاته، مات سنة سبع وتسعين وأربع مائة، روى عنه ابن طاهر المقدسي وهبة الله الشيرازي وعبد الغافر الألمعي وأبو القاسم السمرقندي وخلق آخرهم الخطيب الموصلي.
(712 - احمد) بن علي بن عبد الله بن سلامة ابن المعالي بن السمين سمع نفسه من ابن البطر والطبقة وكتب بخط كثيرا وكانت فيه غفلة، قال ابن ناصر أفسد سماعاته بآخره وكان أحمد بن اقبال يشترى الاجزاء غير مسموعة ويكتب اسم جماعة وهو مبهم على ورقة ويعطيها لابن السمين حتى ينقلها له إلى الجزء فدرج أحدهما وهو ابن اقبال وبقي الآخر فلا يجوز السماع منه، قال ابن النجار مات تسع وأربعين وخمس مائة.