تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ١١ - الصفحة ١١٤
المصرين وكيع وقال يحيى بن أكثم صحبت وكيعا في الحضر والسفر فكان يصوم الدهر ويختم كل ليلة وقال سلم بن جنادة جالست وكيعا سبع سنين فما رأيته بزق ولا مس حصاة ولا تحرك من مجلسه إلا مستقبل القبلة وما رأيته يحلف بالله العظيم وقال يحيى بن أيوب عن معاوية الهمداني كان وكيع يوتى بطعامه ولباسه ولا يسأل عن شئ ولا يطلب شيئا وقال سعيد بن منصور قدم وكيع مكة فقال له فضيل ما هذا السمن وأنت راهب العراق فقال له وكيع هذا من فرحي بالاسلام.
وقال أبو داود بن رشيد عن إبراهيم بن شماس كنت اتمنى عقل ابن المبارك وورعه وزهد فضيل ورقته وعبادة وكيع وحفظه وخشوع عيسى بن يونس وصبر حسين بن علي الجعفي وقال سفيان بن عبد الملك كان وكيع أحفظ من ابن المبارك وقال محمد بن عبد الله بن نمير وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس ولكن ليس هو مثله وكانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا قال وسمع وكيع من سعيد بن أبي عروبة بآخره وقال ابن سعد كان ثقة مأمونا عاليا رفيع القدر كثير الحديث حجة وقال العجلي كوفي ثقة عابد صالح أديب من حفاظ الحديث وكان يفتي.
قال هارون بن حاتم سمعت وكيعا يقول ولدت سنة ثمان وعشرين ومائة وقيل ولد سنة سبع وقيل سنة تسع وقال خليفة وغيره مات سنة تسع وتسعين وقال أحمد حج وكيع سنة ست ومات في الطريق وقال محمد بن سعد وأبو هشام مات بفيد منصرفا من الحج سنة سبع زاد أبو هشام يوم عاشوراء. قلت: وقال الآجري. قلت: لابي داود أيما أثبت وكيع أو ابن أبي زائدة قال وكيع وقال يعقوب بن شيبة كان خيرا فاضلا حافظا وقال ابن حبان في الثقات كان حافظا متقنا وقال أبو داود كان أبوه على بيت المال فكان إذا روى عنه قرنه بآخر وقال إسحاق بن راهويه كان حفظه طبعا وحفظنا بتكلف وقال يحيى بن يحيى لم أر من الرجال أحفظ منه وقال علي بن المديني كان وكيع يلحن ولو حدث بألفاظه لكان عجبا كان يقول حدثنا مسعر عن عيينة (1) وقال محمد بن نصر المروزي كان يحدث بآخره من حفظه فيغير ألفاظ الحديث كأنه كان يحدث بالمعنى ولم يكن من أهل اللسان.

(1) عنبسة.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»