تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ١١ - الصفحة ١٠٥
فدار السائل على رؤساء البصرة فقال بكروا على يزيد بن عطاء فقد أعتق أبا عوانة فاجتمع إليه الناس فأنف من أن ينكر حديثه واعتقه حقيقة قال وقال أحمد ويحيى ما أشبه حديث أبي عوانة بحديث الثوري وشعبة قال وكان أمينا ثقة وكان أبو عوانة مع ثقته وأمانته يفزع من شعبة فأخطأ شعبة في اسم خالد بن علقمة فقال مالك بن عرفطة وتابعه أبو عوانة على خطأه يعني بعد أن كان رواه على الصواب.
وقال محمد بن محبوب مات في ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائة وفيها أرخه يعقوب ابن سفيان وقال غيره مات سنة خمس وسبعين. قلت: هو قول ابن المديني وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة وقال هو خطأ للشك فيه لأنه صح أنه رأى ابن سيرين ومات ابن سيرين قبل ذلك بمدة وقال البخاري في تاريخه قال عبد الله بن عثمان أنا يزيد بن زريع أنا أبو عوانة قال رأيت محمد بن سيرين في أصحاب السكر فكلما رآه قوم ذكروا الله تعالى.
وحكى ابن حبان قصة عتقه على صفة أخرى فقال كان يزيد بن عطاء حج ومعه أبو عوانة فجاء سائل إلى يزيد فسأله فلم يعطه شيئا فلحقه أبو عوانة فأعطاه دينارا فلما أصبحوا وأرادوا الدفع من المزدلفة وقف السائل على طريق الناس فكلما رأى رفقة قال يا أيها الناس اشكروا يزيد بن عطاء فإنه تقرب إلى الله تعالى اليوم يعتق أبي عوانة فجعل الناس يمرون فوجا بعد فوج إلى يزيد يشكرون له ذلك وهو ينكر فلما كثروا عليه قال من يستطيع رد هؤلاء اذهب فأنت حر وحكاها أسلم بن سهل في تاريخ واسط على صفة أخرى ان ابا عوانة كان صديق قاص وكان يحسن إليه فأراد أن يكافئه فكان لا يجلس مجلسا إلا قال ادعو الله تعالى ليزيد بن عطاء فإنه قد أعتق أبا عوانة.
وقال ابن سعد كان ثقة صدوقا ووهيب احفظ منة وقال موسى بن إسماعيل قال أبو عوانة كل شئ قد حدثتك فقد سمعته وقال العجلي أبو عوانة بصري ثقة وقال ابن شاهين في الثقات قال شعبة إن حدثكم أبو عوانة عن أبي هريرة فصدقوه وقال أبو قدامة قال ابن مهدي أبو عوانة وهشيم كهمام وسعيد إذا كان الكتاب فكتاب أبي عوانة وهمام وإذا كان الحفظ فحفظ هشيم وسعيد وقال تمتام عن ابن معين كان أبو عوانة يقرأ ولا
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»