قلت: وذكره البخاري في صحيحه في مواضع يسيرة سماه فيها وكناه تعليقا (منها) في التفسير قال معمر الرجعي المرجع ومنها في تفسير الأحزاب وقال معمر التبرج ان تخرج محاسنها ومنها في {هل أتى} قال معمر أسرهم شدة الخلق ومنها في قوله تعالى {وكلمته ألقاها إلى مريم} قال كلمته كن فكان قال البخاري وقال أبو عبيدة فذكره ووقع في بعض الروايات وقال أبو عبيد فكأنه تصحيف وهذه المواضع كلها في كتاب المحاز لابي عبيدة معمر بن المثنى هذا وقد أكثر البخاري في جامعه النقل منه من غير عز وكما بينت ذلك في الشرح والله تعالى الموفق وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان الغالب عليه معرفة الأدب والشعر ومات سنة عشرة ومائتين وقد قارب المائة.
وقال الآجري عن أبي داود كان من أثبت الناس وقال أبو حاتم السجستاني كان يميل إلي لأنه كان يظنني من خوارج سجستان وقال ابن قتيبة كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا وكان يبغض العرب وصنف في مثالبها كتبا وكان يرى رأي الخوارج وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتاب الكنى سئل عنه ابن معين فقال لا بأس به وقال الدارقطني لا بأس به إلا أنه كان يتهم بشئ من رأي الخوارج ويتهم أيضا بالاحداث.
وقال أبو منصور الأزهري في التهذيب كان أبو عبيدة يوثقه ويكثر الرواية عنه وكان مخلا بالنحو كثير الخطأ في نفائس الاعراب متهما في روايته مغرى بشر مثالب العرب فهو مذموم من هذه الجهة غير موثوق به وقال ابن إسحاق النديم في الفهرست قرأت بخط أبي عبد الله بن مقلة عن ثعلب كان أبو عبيدة يرى رأي الخوارج ولا يحفظ القرآن وإنما يقرؤه نظرا وله غريب القرآن ومجاز القرآن وكان إذا أنشد بيتا لم يقم بإزائه وعمل كتاب المثالب الذي يطعن فيه على بعض أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وقارب المائة وكان عريض البيعة وكان ديوان العرب في بيته وله عكر الجاهلية والإسلام وكان مع ذلك كله مدخول النسب وعد النديم من تصانيفه مائة وعشرة كتب.
445 - س (النسائي) معمر بن مخلد الجزري أبو عبد الرحمن السروجي (1) وقيل معمر بالتشديد.
.