قال لي أشعث لا تأت عمرو بن عبيد فإن الناس ينهون عنه وقال ابن عيينة رأى الحسن عمرو بن عبيد فقال هذا سيد شباب أهل البصرة ما لم يحدث وقال فهد بن حيان عن سعيد ابن أبي راشد المازني سمعت الحسن يقول نعم الفتى عمرو بن عبيد ما لم يحدث قال فأحدث والله أعلم الحدث.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي عن معاذ بن معاذ سمعت عمرو بن عبيد يقول إن كان تبت يدا أبي لهب في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة وقال عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن عبيد يقول وذكر حديث الصادق المصدوق فقال لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا ما أحببته ولو سمعت عبد الله بن مسعود يقول هذا ما قبلته إلى أن قال ليس على هذا أخذ علينا الميثاق.
وقال سوار بن عبد الله العنبري عن الأصمعي جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو ابن العلاء فقال يا أبا عمرو يخلف الله وعده قال لا قال أفرأيت إن وعد الله على عمل عقابا يخلف وعده قال له أبو عمرو من العجمة أتيت يا أبا عثمان إن الوعد غير الوعيد أن العرب لا تعد خلفا ولا عارا أن تعد شرا ثم لا تفعله بل ترى أن ذلك كرم وفضل إنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله قال فأوجدني هذا في كلام العرب قال أما سمعت:
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي * ولا أختبي من خشية المتهدد واني إذا أو عدته أو وعدته * لمخلف إيعادي ومنجز موعدي وقال إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن قريش بن أنس سمعت عمرو ابن عبيد يقول يؤتى بي يوم القيامة فأقام بين يدي الله تعالى فيقول لي لم قلت إن القاتل في النار فأقول أنت قلته ثم تلا (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) الآية قال فقلت له وما في القوم أصغر مني أرأيت إن قال لك اني قد قلت (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). من أين علمت اني لا أشاء أن أغفر لهذا قال فما رد علي شيئا والاخبار عنه في هذا الباب كثيرة جدا. قال الخطيب كان يسكن البصرة وجالس الحسن وحفظ عنه واشتهر بصحبته ثم أزاله واصل بن عطاء عن مذهب أهل السنة فقال بالقدر ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن وكان له سمت وإظهار زهد ويقال إنه هو وواصل ولدا جميعا سنة (30).