تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ٤٦
كلام أبي زرعة المتقدم وأما رواية أبيه عن جده فإنما يعني بها الجد الأعلى (1) عبد الله ابن عمرو لا محمد بن عبد الله وقد صرح شعيب بسماعه من عبد الله في أماكن وصح سماعه منه كما تقدم.
وكما روى حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن شعيب قال قال سمعت عبد الله بن عمرو فذكر حديثا أخرجه أبو داود من هذا الوجه وفي رواية عمرو فمن ذلك رواية حسين المعلم عن عمرو عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حافيا ومنتعلا. رواه أبو داود. وبهذا السند رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدا رواه الترمذي. وبه رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ينتقل عن يمينه وعن يساره في الصلاة. رواه ابن ماجة.
ومن ذلك هشام بن الغاز عن عمرو عن أبيه عن جده قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله من ثنية إذا اخر الحديث رواه ابن ماجة ومن ذلك محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بكلمات من الفزع الحديث. رواه أبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم وهذه قطعة من جملة أحاديث تصرح (2) بأن الجد هو عبد الله ابن عمرو لكن هل سمع منه جميع ما روى عنه أم سمع بعضها والباقي صحيفة، الثاني أظهر عندي وهو الجامع لاختلاف الأقوال فيه وعليه ينحط كلام الدارقطني (3) وأبي زرعة.
وأما اشتراط بعضهم أن يكون الراوي عنه ثقة فهذا الشرط معتبر في جميع الرواة لا يختص به عمرو وأما قول ابن عدي لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا فيرد عليه اخراج ابن خزيمة له في صحيحه والبخاري في جزء القراءة خلف الامام على سبيل الاحتجاج وكذلك النسائي وكتابه عند ابن عدي معدود في الصحاح ولكن ابن عدي عنى غير الصحيحين فيما

(1) قوله فإنما يعني بها الجد الأعلى دعوى بلا دليل بل نص الأئمة على أنه يحتمل الجد الأدنى والأوسط والأعلى ولا يصح حديثه إلا إذا صرح بأنه عبد الله وكون شعيب سمع من عبد الله لا يزيل الاحتمال اه‍ هامش الأصل.
(2) قوله تصرح بأن الجد عبد الله هذا فلا نسلم بل يحتمل أنه عبد الله ويحتمل أنه عمرو بن العاص فيكون منقطعا كما ذكره الدارقطني وغيره اه‍ هامش.
(3) وهو السابق في قوله وقال الدوري وصوابه الدارقطني اه‍ هامش.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»