تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ٣٤٧
وأدركه وهو رجل كامل ويقال انه ليس أحد من التابعين جمع ان روى عن العشرة مثله إلا عبد الرحمن بن عوف فانا لا نعلمه روى عنه شيئا ثم قد روى بعد العشرة عن جماعة من الصحابة وكبرائهم وهو متقن الرواية وقد تكلم أصحابنا فيه فمنهم من رفع قدره وعظمه وجعل الحديث عنه من أصح الاسناد ومنهم من حمل عليه وقال له أحاديث مناكير والذين أطروه حملوا هذه الأحاديث على أنها عندهم غير مناكير وقالوا هي غرائب ومنهم من حمل عليه في مذهبه وقالوا كان يحمل على علي والمشهور عنه انه كان يقدم عثمان ولذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه.
وقال ابن حراش كوفي جليل وليس في التابعين أحد روى عن العشرة إلا قيس ابن أبي حازم وقال ابن معين هو أوثق من الزهري وقال مرة ثقة وقال أبو سعيد الأشج سمعت أبا خالد الأحمر يقول لعبد الله بن نمير يا أبا هشام اما تذكر إسماعيل بن أبي خالد وهو يقول حدثنا قيس هذه الأسطوانة يعني في الثقة وقال يحيى بن أبي غنية ثنا إسماعيل ابن أبي خالد قال كبر قيس حتى جاز المائة بسنين كثيرة حتى خرف وذهب عقله.
وقال ابن المديني قال لي يحيى بن سعيد قيس بن أبي حازم منكر الحديث ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير منها حديث كلاب الحوأب. قال عمرو بن علي مات سنة أربع وثمانين وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين مات سنة سبع أو ثمان وتسعين وقال خليفة وأبو عبيد سنة ثمان وقال الهيثم بن عدي مات في آخر خلافة سليمان. قلت: وكذا قال الواقدي وحكى ابن حبان في الثقات في وفاته أيضا أربعا وثمانين وأربعا وتسعين وستا وثمانين وقال كنيته أبو عبد الله وقيل أبو عبيد الله يروي عن العشرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فقدم المدينة وقد قبض فبايع أبا بكر.
وفي مسند البزار عن قيس بن أبي حازم قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد قبض فسمعت أبا بكر يقول فذكر حديثا والرواية التي فيها انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم لو ثبتت لكان صحابيا بلا خلاف وقد أوضحت القول فيها في كتابي الإصابة في تمييز الصحابة وفيها انه رآه يخطب وكان حينئذ ابن سبع أو ثمان. ومراد القطان بالمنكر الفرد المطلق.
وقال اجمعوا على الذهبي الاحتجاج به ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه كذا قال.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»