وقال العباس بن مصعب جمع الحديث والفقه والعربية والشجاعة والنجارة والسخاء والمحبة عند الفراق وقال ابن الجنيد عن ابن معين كان كيسا متثبتا ثقة وكان عالما صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا أو احدى وعشرين ألفا وقال إسماعيل بن عياش ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها فيه وقال علي بن الحسن بن شقيق بلغنا أنه قال للفضيل بن عياض لولا أنت وأصحابك ما اتجرت قال وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة الف درهم ومناقبه وفضائله كثيرة جدا.
وقال أحمد بن حنبل وغير واحد ولد سنة ثمان عشرة ومائة وقال ابن سعد مات بهيت منصرفا من الغزو سنة احدى وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة. طلب العلم وروى رواية كثيرة وصنف كتبا كثيرة في أبواب العلم وكان ثقة مأمونا حجة كثير الحديث.
قلت: وقال الحاكم هو امام عصره في الآفاق وأولاهم بذلك علما وزهدا وشجاعة وسخاء وقد روى عن أبيه عن عطاء في البيوع وقيل لابن معين أيما أثبت عبد الله ابن المبارك أو عبد الرزاق فقال كان عبد الله خيرا من عبد الرزاق ومن أهل قريته عبد الله سيد من سادات المسلمين وقال ابن جريج ما رأيت عراقيا أفصح منه وقال أبو وهب مر عبد الله برجل أعمى فقال أسألك أن تدعو لي فدعا فرد الله عليه بصره وأنا أنظر.
وقال الحسن بن عيسى كان مجاب الدعوة وقال العجلي ثقة ثبت في الحديث رجل صالح وكان جامعا للعلم وقال ابن حبان في الثقات كان فيه خصال لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الأرض كلها وقال يحيى بن يحيى الأندلسي كنا في مجلس مالك فاستؤذن لابن المبارك فأذن فرأينا مالكا تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه ولم أره تزحزح لاحد في مجلسه غير فكان القارئ يقرأ على مالك فربما مر بشئ فيسأله مالك ما عندكم في هذا فكان عبد الله يجيبه بالخفاء ثم قام فخرج فأعجب مالك بأدبه ثم قال لنا هذا ابن المبارك فقيه خراسان.
وقال الخليلي في الارشاد ابن المبارك الامام المتفق عليه له من الكرامات مالا يحصى